عبد العزيز الهدلق

بعد صدمة مفاوضات ليونيل ميسي الهلالية التي انهارت في لحظاتها الأخيرة، ثم صدمة انتهاء المفاوضات مع أمبابي بعد بدايتها بقليل، جاءت المفاوضات مع البرازيلي نيمار لتحي الأمل في نفوس محبي وعشاق وصيف العالم بأن يستحوذ ناديهم على لاعب عالمي من فئة A، التي تأخرت كثيراً قياساً بالأندية المنافسة التي حصلت على حقها من هذه الفئة منذ وقت مبكر. فالنصر حصل على كريستيانو رونالدو منتصف الموسم الماضي، والاتحاد وقّع مع بنزيمه قبل انطلاق الموسم، وكذلك الأهلي الذي تحصل على مجموعة عالمية مختارة يتقدمها الجزائري رياض محرز والبرازيلي فرمينيو، وجميعهم مثلوا فرقهم وشاركوا في المباريات واستفادت فرقهم من تواجدهم، عدا الهلال الذي ظلت جماهيره تطالب، وتطالب، وهي ترى بحسرة فريقها لا يحظى بمثل أولئك النجوم، إلى درجة أن البوسترات للقنوات العالمية التي تنقل دوري روشن هذا الموسم خلت تماماً من القميص الأزرق، حيث اكتفت تلك القنوات بإبراز نجوم الأهلي والاتحاد والنصر. وشارك الهلال في البطولة العربية معتمداً في مقدمته كرأس حربة على لاعبه المجتهد عبدالله الحمدان.

وبعد ختام البطولة التي خسر الهلال مباراتها النهائية أمام النصر تحلحلت المفاوضات الهلالية مع اللاعب العالمي فئة A، وبعد أقل من 24 ساعة أعلنت الصحافة العالمية عن تفاهم كبير بين الهلال ونيمار، وأن الصفقة في مراحلها الأخيرة.

وهكذا حصل الهلال على حقه في المساواة مع الأندية الأخرى، ويفترض حسب الأخبار المتواترة من العاصمة الفرنسية حيث نادي باريس سان جيرمان معقل النادي الذي ينتمي له نيمار أن تكون الصفقة قد كشفت يوم أمس، أو اليوم الثلاثاء بالكثير، وتم إعلان نيمار جونيور كابتن منتخب البرازيل لاعباً هلالياً لمدة موسمين.

وبالمناسبة هي المرة الثانية في تاريخ نادي الهلال السعودي والأندية السعودية قاطبة والعربية التي يستقطب فيها كابتن منتخب السامبا ليلعب في صفوفه، بعد أن كان قد استقطب الكابتن روبرتو ريفلينو أحد أساطير السامبا في المونديال التاريخي 1970م، ضمن الجيل البرازيلي الذي لا يتكرر بقيادة بيليه وجارزينهو وتستاو، وغيرهم. حيث ارتدى ريفلينو قميص الهلال بعد قيادته منتخب بلاده في مونديال 78م بالأرجنتين. ولعب معه ثلاثة مواسم. وكانت صفقة مدوية في تلك الفترة وغير مسبوقة عربياً وشرق أوسطياً، وتناولتها الصحافة العالمية بكثير من الدهشة، وتردد اسم نادي الهلال عالمياً منذ ذلك الوقت، ورحم الله مهندس تلك الصفقة وعرابها سمو الأمير خالد بن يزيد، عضو شرف نادي الهلال. وقد اجتمع في نادي الهلال في تلك الفترة كابتن منتخب البرازيل ريفلينو ومدرب منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم عام 70م ماريو زاجالو. وقد أحدث الهلال بهذه الاستقطابات العالمية نقلة نوعية كبرى في ممارسة الكرة في المملكة والمنطقة العربية على مستوى اللاعبين الأجانب وعلى مستوى المدربين.

ودارت عجلة الزمن وبقي الهلال حامل لواء الريادة في التطور الكروي السعودي والعربي.

زوايا

** بعد رفع عدد اللاعبين الأجانب إلى ثمانية في كل فريق لم نلحظ أي تحسن في مستويات فرق دوري روشن خلال الجولة الأولى عدا رباعي صندوق الاستثمارات العامة.

** الدعم الذي وجدته الفرق الأربعة من صندوق الاستثمارات العامة سيحدث فارقًا كبيرًا وفجوة عظيمة بين هذا الرباعي وبقية فرق دوري روشن. وستنحصر المنافسة بين هذا الرباعي، حتى كأس الملك الذي كان يفوز به سابقاً فرق مثل الفيصلي والفيحاء لن تجد هذه الفرق أي فرصة في بلوغ النهائي ناهيك عن الفوز بالكأس.

** أعلن في بداية البطولة العربية للأندية عن تطبيق تقنية التسلل الجديدة والمتطورة (شبه الآلي). ولكن للأسف في نهائي البطولة اختفت هذه التقنية. واحتار المحللون التحكيميون في تحديد هدف النصر الثاني إن كان سليماً أم لا! حيث غابت التقنية!! فما فائدة التقنية المتطورة التي يكلف الاستعانة بها أموالاً طائلة إن كانت ستخضع لتحكم إنساني في تفعيلها، أو عدم تفعيلها؟

** فوائد الهلال من خسارة بطولة الأندية عظيمة. وسيرى الهلاليون ذلك في قادم الأيام.

** أربعة مواسم كانت كافية لكاريو مع الهلال، فاللاعب لم يعد لديه ما يمكن أن يقدمه أو يضيفه للزعيم. ويستحق الشكر على كل ما قدمه خلال المواسم الماضية.

** ضربة الجزاء التي لم تحتسب لسافيتش أمام النصر أحرجت كل المحليين القانونيين، واضطروا لتقديم تبريرات غير مقنعة لعدم احتسابها! وكان المحللون في مقدمة غير المقتنعين بما يقولون.