عندما يتداخل الحد الفاصل بين واقع الحياة الحقيقية وأحداث الدراما غير الواقعية وتتلاشى الحدود بين الواقع والعوالم الافتراضية في سياق واحد يمكن أن ينتج عن ذلك شخصية مضطربة ومشوشة وغير مستقرة, يمكن أن يكون كلامي المذكور قابلاً للتطبيق على بعض المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي في عصر الإعلام الرقمي الجديد, يمكن للأشخاص بناء هويات افتراضية وتقديم صورة معينة عن أنفسهم عبر ميديا وغالباً ما تكون هذه الصورة مختلفة عن واقعهم الحقيقي, قد يواجه الأشخاص المشهورون صعوبة في تمييز هويتهم الحقيقية عن الشخصية المصطنعة التي يعرضونها يمكن أن يؤدي هذا التداخل بين الواقع وحياتهم الافتراضية إلى حدوث اضطراب وارتباك لديهم مما يؤثر على استقرارهم في أجسادهم الثلاثة: العقلية والعاطفية والمادية.
عندما يطمح الأشخاص العاديون للشهرة، قد يميلون إلى تجاوز حدودهم الشخصية وأن يصبحوا شخصيات مختلفة ومجنونة وغير تقليدية يشعرون بأنهم مضطرون لابتكار شخصية يمكن أن تكون غير مألوفة حتى ولو كانت مبالغاً فيها من عدة نواحٍ منها الشخصية الكوميدية الكرتونية الملكة الساخرة، تشير الشخصية التي تسيطر على مشهد الكوميديا وتملك سلاح السخرية الحادة وتستخدمها لإحداث الضحك والتسلية. أو الشخصية الانتقادية اللاذعة، تبحث وتستغل أي فرصة للسخرية والتهكم أو الشخصية التافهة، تتميز بالسطحية والانعدام التام للتفكير العميق والعقلاني تقوم هذه الشخصية بنشر محتوى غير هام وسطحي دون الاهتمام بالأمور الأكثر أهمية وقيمة التي يمكن أن تفيد الجمهور المتابع لها بإجماعهم على مدار الساعة لمدة 24 ساعة.
«الشخصية التجميلية المثالية التمثيلية غالباً تظهر سمات النرجسية، حيث تعزز صفاتها السلبية وتبالغ في صفاتها الإيجابية قد تسعى لإظهار الثراء بشكل مفرط، حتى لو كان ذلك غير حقيقي، وتبالغ في تصور حياتها المثالية وهي للأسف أكثر تأثيراً.
الصنف الخامس يشبه قطبين معكوسين القطب الأول هو شخصية واعية تتميز بتبني محتوى هادف يركز على المواضيع النفسية والاجتماعية والاقتصادية والمادية يتفاعل الأشخاص الذين يشاهدونها عادة مع هذا المحتوى ويكتسبون وعياً جديداً ويتطورون في شخصياتهم».
ومع ذلك يتبين أن القطب الثاني هو شخصية مقلدة غير متكاملة تواجه بعض المشكلات تقوم هذه الشخصية بنسخ الكلام ولصقه أمام المتابعين، مما يؤدي إلى تكرار المحتوى وتقليده بشكل ممل وغير مبتكر وبالإضافة إلى ذلك، يشعر المتابعون بعدم الاستفادة المتكاملة لأن الشخص الذي ينقل الرسالة ليس ذا خبرة واختصاص في المجال, هذه الشخصية تتميز بمظهرها المعقد والمظلم، وتشكل تهديداً خطيراً علينا يجب علينا أن نأخذها على محمل الجد وأن نتخذ إجراءات فورية لمواجهتها وحماية أنفسنا بشكل صحيح. لا يجب أن نستهين بها أو نتجاهلها، بل ينبغي علينا التصدي لها بقوة وحزم.
الشخصية المتطرفة هي نمط شخصي يتميز بتماسك قوي وعنيد بالاعتقادات والآراء الخاصة بها, يعتبر الشخص المتطرف أن وجهة نظره الخاصة هي الصحيحة بدون أدنى شك، ويتجاهل أو يرفض تماماً الآراء والمعتقدات الأخرى, تظهر الشخصية المتطرفة في عدة مجالات مثل العنصرية والتعصب الديني والسياسي والاجتماعي. يميل الشخص المتطرف إلى رفض الاختلاف وعدم التسامح، ويفضل الاحتفاظ بقناعاته ومعتقداته بشكل صارم وغير مرن, يتعذر على الشخص المتطرف التفاعل بشكل فعال مع الآخرين والتعاون معهم، ويكون غير قادر على التفكير بشكل مرن ومفتوح بل يتمسك برؤيته المحدودة ويتجنب الحوار البنّاء أو الاستماع إلى وجهات نظر الآخرين التي لا تعجبه, تؤدي الشخصية المتطرفة إلى زيادة التوترات والصراعات في المجتمعات، حيث يتم تعزيز الانقسامات والعداء بين الأفراد والمجموعات.
يتعين علينا التركيز على تعزيز التسامح والتفاهم والحوار المفتوح للتغلب على هذا النمط الشخصي الضار, يعاني الأشخاص الذين يتبعون أنماط الشخصيات التي ذكرتها من انهيار هويتهم الحقيقية عندما يصبحون مدمنين على ممارستهم بشكل مفرط. يصبح لديهم صعوبة في الاتصال مع أنفسهم الحقيقيين ويتجاهلون النسخة الحقيقية من شخصياتهم، بدلاً من ذلك يستثمرون الكثير من الوقت والجهد في الحفاظ على الشخصية المزيفة التي صنعوها عبر الإنترنت, يزداد الضغط النفسي على هؤلاء الأشخاص حيث يشعرون بالقلق والضغط الشديد للحفاظ على صورتهم المزيفة ويخشون الكشف عن الحقيقة ويخافون فقدان شعبيتهم ودعم الجمهور, يعانون من نقص في الثقة بأنفسهم ويشككون في قدرتهم على التصرف والتفكير بشكل طبيعي وقد يعانون من تأثيرات سلبية على صعيد السلوك والنفسية والشكل يمكن أن يشعروا بالارتباك والتشوش بين حياتهم الواقعية والحياة الافتراضية من الناحية السلوكية، قد يغيرون سلوك حياتهم واقعياً لكي يشبهون نسخهم الإلكترونية محاولين تقليدهم بشكل مفرط قد يبدأون في تغيير أسلوب حديثهم ومظهرهم الشخصي ليتماشى مع تلك الشخصيات وقد يشعرون بالضغط لتحقيق المظهر الخارجي المثالي مما يؤثر على تقديرهم لأنفسهم وصورتهم الذاتية من الناحية النفسية، قد يعانون من انخفاض الثقة بالنفس والهوية المتشوشة, قد يشعرون بالحاجة الملحة للتأكيد والاعتراف من الآخرين، وهذا يمكن أن يؤثر عليهم بأشكال مختلفة مثل القلق والاكتئاب وضغوط نمط الحياة الذي يحاولون تقليده من الناحية الشكلية، قد يلجأون إلى عمليات تجميل أو تعديلات جسدية للحصول على مظهر يشبه تلك الشخصيات الافتراضية ليس كل من يمتلك حساباً بارزاً على وسائل التواصل الاجتماعي يعاني من نفس أنماط الشخصية تلك الأمور المشددة تنطبق على أولئك الذين يهوون الشهرة بشكل مبالغ وجنوني، ولكن هناك من يتأثرون بضغوطها وانتقاداتها المتواصلة وتدخلاتها في حياتهم الشخصية هذا التأثير يمكن أن يترك أثراً سلبياً على صحتهم النفسية لذا علينا أن نكون حذرين عند التعامل مع الصورة التي يعرضها المشاهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن ندرك أنها قد لا تعكس الحقيقة بشكل تام.