م. بدر بن ناصر الحمدان
كمواطن سعودي أشعر باعتزاز وفخر كبير في كل مرة أسمع حديثاً مُنصفاً عن التحول الاستثنائي والتطور النوعي الذي يحدث في بلدي المملكة العربية السعودية والذي فرض نفسه أن يكون حديث العالم بما يبرهن أن السعودية بلد يتقدم إلى الأمام.
لم يكن من المستغرب أن يُحدث هذا الحراك السعودي الكثير من القلق في أروقة من يخشى هذا المُنافس الكبير القادم من قلب الصحراء التي استثمرت كل مقوماتها البشرية والاقتصادية والثقافية في بناء مستقبل جاد وطموح ومن الصعب مجاراته، هؤلاء القلقون هم من يقفون على أرض هشّة ولا يملكون التنافسية ذاتها، ويعلمون جيداً أن خسارتهم لمواقع الصدارة مسألة وقت لا أكثر، فاللاعب الجديد على الساحة الدولية لا يمكن مقارنة تفوقه بأحد.
قد نتفهم أن يصدر هذا القلق من أروقة سياسية أو من منصات إعلامية تابعة ومبرمجة لاعتبارات تتعلق بمصالح داخلية أو خارجية، لكن الذي يدعو للسخرية أن يتم توظيف الرياضة بصورة مخجلة في محاولة للتأثير على الوجهة السعودية القادمة في استثمار المسارات الكامنة للرياضة وتحويلها إلى منظومة اقتصادية وثقافية وسياحية لخدمة رؤية المملكة 2023 وفق أساليب احترافية وغير مسبوقة.
الارتباك الأوروبي تجاه الاستقطابات السعودية لنجوم كرة القدم للدوري السعودي يبرهن على أن السعودية على بعد خطوة واحدة للتحكم بموازين كرة القدم العالمية لتصبح الوجهة الأولى لأولئك الذين يرغبون في تحقيق طموحاتهم من لاعبين ومدربين وأجهزة فنية، كما حدث يوماً ما في الدوريات الأوروبية مثل الإنجليزي والإسباني والإيطالي التي كانت تعتمد في استقطاباتها آنذاك على الأجور المرتفعة وعقود اللاعبين وأجورهم قبل كل شيء.
يجب أن يعلم أمثال السيد «ألكسندر شيفرين» رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي قال : «أعتقد أن هذا خطأ ترتكبه كرة القدم السعودية بشكل رئيسي»، أن تجربة الدوري السعودي الجديدة ليست نموذجاً صينياً أو روسياً أو أمريكياً آخر، الأمر مختلف تماماً، نحن هنا نتحدث عن رؤية بعيدة المدى هذه أول خطواتها، وما لم تتدارك كرة القدم الأوروبية ماذا يعني ذلك فعليها أن تكون مستعدة لانحسار الأضواء عن «السنتاياغو بيرنابيو» وأشقائه في القارة الأوروبية.