إيمان الدبيّان
من بيتي الذي يجاور البيت الحرام العظيم، وبالقرب من زمزم والحطيم أكتب عن قرارات ملكية هامة صدرت في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة يوم الثلاثاء الماضي 8 أغسطس 2023 تخص المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتنص هذه القرارات على إنشاء جهاز مستقل باسم «رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي»، وتحويل «الرئاسة العامة» إلى «الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ترتبطان بالملك تنظيميًّا، حيث تنتقل لجهاز رئاسة الشؤون الدينية اختصاصات ومهمات وأعمال الإشراف على شؤون الأئمة والمؤذنين في المسجد الحرام والمسجد النبوي، وكل ما يتصل بالشؤون الدينية بهما، بما في ذلك الحلقات والدروس العلمية داخلهما المرتبطة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتتمتع هيئة العناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالشخصية الاعتبارية، وبالاستقلال المالي والإداري، وتتولى اختصاصات ومهمات وأعمال الخدمات والتشغيل والصيانة والتطوير المرتبطة بالحرمين الشريفين.
ترجع أهمية هذه القرارات الإيجابية إلى أمور كثيرة منها:
تحقيق أهداف وإستراتيجيات وبرامج رؤية المملكة من خلال استقلالية الشؤون الدينية في الحرمين، وإنشاء رئاسة تقوم بذلك مع تحويل الرئاسة العامة إلى هيئة عامة لشؤون الحرمين؛ حيث إن هذا الفصل ستكون له مخرجاته الكبيرة في تطوير المشاريع وإنجازها بأفضل التقنيات ومتجاوزين التحديات والصعوبات وميسرين وموفرين لكافة الخدمات التي يحتاجها الحجاج والمعتمرون والزوار والمصلون المستهدفة أعدادهم إلى ثلاثين مليون معتمر وخمسة ملايين حاج في عام 2030.
كذلك من الأمور الهامة الدور الكبير الذي تحمله الشؤون الدينية في مهامها من تنظيمات داخلية ومسؤوليات خارجية، برسائلها وخطاباتها الإسلامية ومؤتمراتها وندواتها المحلية والعالمية التي تخاطب كل الديانات وتلامس جميع المستجدات والأحداث الوطنية والإقليمية والعربية والإسلامية والعالم أجمع في كل القضايا الإنسانية وبحوار السماحة والوسطية.
بين رئاسة الشؤون الدينية والهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الكثير من الأهداف الواحدة تختلف إستراتيجيات تحقيقها وتتنوع ولكنها كلها تسير نحو مخرج واحد هو خدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما تشغيلاً وتطويراً وعبادة وصلاة وزيارة واعتماراً وثقافة وفكراً وروحانية ومكانة وهيبة.