سلمان بن محمد العُمري
يقول البعض من له حيلة فليحاتل، وبعض رجال وسيدات الأعمال وجدوا حيلة في التسويق لمحلاتهم ومراكزهم التجارية ومطاعمهم وللكوفيهات، بل وصل حتى صوالين الحلاقة.
فالتحايل مع الأسف أصبح شائعاً لأن الناس لا تبحث عن الجودة، بل تبحث عن الشهرة والانتشار والكثرة؛ فالناس أصبحت تماثل عقلية القطيع وكما يقولون (مع الخيل يا شقرا) لا يبحثون عن طعم ولا ذوق ولا جودة فقط، هذا المحل أعلن فيه فلان وشرب فيه علان، وأكل هؤلاء المعلنون بالمجان وبمقابل مادي كبير سيتحصل عليه صاحب المكان من جيوب السذج الذين سينجذبون للإعلانات أو للزحام والإشاعات.
ومن الحيل التي لجأ إليها بعض أصحاب المحلات (بيع الوهم) وذلك باستئجار مجموعة من الشباب والشابات للوقوف (لاينات) وهمية وكاذبة وتصويرها للإيحاء للناس بأن هذا المكان يحظى بثقة الناس، فهل طريقة ما يعرف («لاين» فعالية) طريقة شرعية أم هي (غش للزبون، ومخالفة للقانون والأعراف المهنية والتجارية؟
إن هذا التصرف اللا أخلاقي في المناشط التجارية، يضاف إلى أساليب التحايل غير المشروعة سواء بالإعلانات الوهمية للمشاهير أو بال (لاينات) الوهمية، وهؤلاء لم يسلكوا الطرق والأساليب التسويقية المشروعة التي يقدمها المختصون في التسويق بعيد عن مثل هذا التوجه المشين، لأن هذه الأساليب التسويقية أصبحت (دقة قديمة) وهذا التوجه قد يفقدهم جذب المستهلكين، وهم يبحثون وسائل الجذب للمستهلكين فقط.
إن المعول عليه في تحقيق التوازن الاستهلاكي واعتدال الأسعار هو المستهلك وليس الهيئات والمؤسسات، ولا حتى جمعيات حماية المستهلك، لأن وعيه يجعل التاجر حريصاً على رضاه بالإضافة إلى وجود تشريعات فعَّالة ومطبقة بدقة، كما أن الانجراف وراء الإعلانات والإقبال على منتجات عالية السعر هو ما يجعل التاجر يستمر في جشعه ويخلق حاجات غير حقيقية لدى المستهلك.