يُسدل الستار السبت على بطولة مولاي الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله- للأندية العربية بنهائي منتظر لفريقين استحقا الوصول إلى هذه المرحلة وهما الهلال والنصر في ديربي متوقع له أن يشهد متابعة على مستوى العالم ولتنتهي بعدها واحدة من أنجح نسخ البطولات العربية للأندية والأسباب عديدة في ذلك، أول هذه الأسباب الاستعداد الأمثل وحُسن الضيافة والاستقبال والتنظيم التي قامت بها المملكة لضيوفها في هذه البطولة، إضافة إلى العمل الرائع من وزارة الرياضة للمنشآت الرياضية والملاعب التي أقيمت فيها مباريات البطولة، والسبب الأهم من وجهة نظري أنها أقيمت بنظام التجمع واستمرت البطولة دون انقطاع من بدايتها وحتى نهايتها بعكس النسخ السابقة، كما أن إقامتها في مرحلة إعداد الأندية كان عاملاً رئيسياً لقبول تلك الأندية المشارَكة في هذه النسخة ولهذا نتمنى أن تستمر البطولة بهذا النظام في النسخ القادمة.
أما إن جئنا لللحديث عن أهميتها فلا أبالغ إن قلت إنها أهم بطولة للأندية هذا الموسم والسبب الأهم في ذلك أنها عرّفت كل فريق بنواقصه واحتياجاته وأظهرت مالم يظهر في المعسكرات، فعلى سبيل المثال هذه البطولة أظهرت للهلال حاجته لتعزيز صفوفه بصفقات أكثر مما كانوا يطمحون إليه قبل بداية البطولة من خلال جلب جناح أيمن ومهاجم فقط، فمن خلال مباريات البطولة بان لدى مدرب الهلال وجمهوره حاجة الفريق الملحّة إلى مالا يقل عن 4 إلى 5 صفقات وهي لن تخرج وباتفاق الجميع عن مراكز الأطراف بالفريق والتي عزز جانبها الأيمن الهلال بالتعاقد مع الدولي البرازيلي مالكوم، إضافة إلى مركز خلف المهاجم والهداف الثاني الذي يبني عليه الفريق ذلك والطرف الأيسر والظهير من خلفه بالإضافة إلى الحراسة وأخيراً الاحتياج الأساسي والأبرز بالفريق وهي خانة المهاجم الصريح، هل كان يُدرك أي متابع قبل هذه البطولة باحتياجات الهلال لتعزيز هذه الخانات ؟
وإن جئنا للحديث عن الطرف الآخر في النهائي وهو النصر فقد أوضحت البطولة ومن قبلها المباريات الودية أيضاً أن الفريق بات بإمكانه الاعتماد على حارس شاب سعودي مثل نواف العقيدي والاستغناء عن فكرة جلب حارس أجنبي، إضافة إلى مشاكل دفاعية عديدة أظهرتها البطولة عناصرياً وتنظيمياً يجري العمل عليها من قبل الإدارة النصراوية بالتعاقدات وتعزيز الفريق على الجانب الدفاعي، إضافة إلى طريقة اللعب الحالية والتي تحولت إلى 4-3-3 وأظهرت الثلاثي الهجومي بصورة رائعة، وقِس على ذلك بقية الأندية والتي عرفت من خلال هذه البطولة ماتحتاجه لبدء موسمها، ولهذا رأيت بأنها أهم بطولة هذا الموسم للجميع لأنه في حال نجاح موسمك الرياضي قد تكون نتيجة بعض القرارات التي اتُخِذت بعد تقييم مشاركتك في هذه البطولة.
وإن جئنا للحديث عن هذا النهائي الكبير فختامها مسك أن تجمع الفريقين الأفضل والتي تصب في صالح لاعبيهم أفضل الأرقام في هذه البطولة، فالنصر الذي يمتلك كريستيانو هداف البطولة والذي يعيش مع النصر أفضل فتراته ساعده في ذلك من في جانبه كلاعبين بقيمة ساديو ماني وتاليسكا ومن خلفهم بروزوفيتش وفوفانا هم رهان النصر في هذا النهائي والموسم ككل، وهنا أستطيع القول إن النصر بعدها لايحتاج سوى تعزيز عناصري في خانة الدفاع وتوليفة أفضل لثلاثي الوسط ليكون النصر بعدها فريقاً شبه مكتمل.
وفي الهلال الذي شهدت مباريات البطولة ارتفاعاً كبيراً في أدائه والذي وصل إلى النهائي بدون مهاجم ومع ذلك هو الفريق الأكثر تسجيلاً بالبطولة بواقع (10) أهداف، أوجد توليفة رائعة تضم كنو وسافيتش اللاعب الأفضل في هذه البطولة برأيي ونيفيز اللاعب الأكثر صناعة في هذه البطولة والأكثر مساهمة مع زميله سافيتش بأهداف الهلال العشرة بواقع سبعة منها، وفي ظني بأن الهلال إن انتهى من إبرام صفقاته وعزز احتياجاته قد يكون فريقاً هائلاً بلا نقاط ضعف واضحة.
لمن يسأل عن توقعي فإني أراها أقرب للهلال لقدرة الفريق والتي اتّضحت من خلال هذه البطولة بالسيطرة على مجريات المباراة والتحكم على مستوى الرتم وخبرة المنظومة والفريق في النهائيات، كلها عوامل تُعطي الأفضلية للهلال على حساب النصر، ولكن في المجمل هذه المباراة ليس من السهل توقع نتيجتها أو الفائز فيها، لذا ترشيح نادٍ لنيل هذه البطولة على حساب الآخر أراه أمراً طبيعياً وهناك أسباب كثيرة منطقية في ذلك.
رسالتي : إن تعامل أي نادٍ مع هذه البطولة بأن أهم مكتسباتها أن أظهرَت لك مكامن الخلل والنقص حتى وإن ظفرت باللقب فهذا يعني بأنك في المسار الصحيح لنجاحك في الموسم.
**
- محمد العويفير
@owiffeer