شروق سعد العبدان
كل مرةٍ يلمسنا شيء موجع .. نتحسس بأن هناك ما يقيدنا.
وكأن أيدينا تعجز عن الحركة أو كأن شيئاً ثقيلاً يلتف على أقدامنا..
يمسِدنا الألم مسد الحبال القاسية المشدودة التي لُفت عشرات المرات على جيدنا.
وسحبتنا طوعاً لا اختياراً لما نحن فيه ونقاسيه.
كثير من الأمور المنطقية لكنها مؤلمة. وكثير من الأشياء الواقعية لكنها مُتعبة ..
وليس شرطاً أن أصلها متعب.
قد تكون كذلك بالنسبة لنا من جانب معين ...
لهذا نشعر بأننا مقيدون ..
ولن يُفك هذا القيد إلا بإرادتنا .. لكن؟
ماذا لو كانت إرادتنا في هذا الأمر مهشمة؟
لا نقوى حتى رفع رؤوسنا للنظر له ولا نستطيع أن نأخذه من أيدينا ورميه ..
نعجز عن النهوض ..
ولاشيء يعجزك عن النهوض إلا إذا كان موكل بهِ قلبك.
الذي يحركك جميعك.
نعم .. لا يمسد أعناقنا إلا قلوبنا وهذا مانأسف عليه.
وإن عُدنا بأنفسنا لسلامة الاختيار فلن يتغير شيء .
هذا لأننا لا نختار بل نُسير.
أشعر بأني مقيدة بك لا أقوى على النهوض آلاف الصرخات في صدري ومئات الكلمات في صوتي لكنني عاجزة على الرفض ..
لأن كل شيء في صفك ولأن لا حول لي ولاقوة .
لقد ارتسم أثر هذا المسد على عنقي ولم أبلغ الارتياح ..
وتوسم معصماي ولم أُشفَ ..
فأنت متسيد لدرجة أنني لست كما أنا معك .
عقلي يغيب عن الوعي ويتولى الأمر قلبي في كل شيء ..
فتشدُ وترخي على حسب ظروفك وموقفك.
وأنا طوع ذلك كله ..
هل يستمر المرء على قيد الوجع لأنه يريد ذلك بنفسه؟
جميعنا نقدم التنازلات لأننا نرغب الاستمرار .
ولا نتجاهل بأن كل مانقدمه يجتز منا دون انتباه .
نسامح ونتغافل لأننا نرى أن المقابل يستحق .
واستحقاقية الأشياء أو الأشخاص تختلف في ميزان تقييمنا عن بعضنا البعض ..
كل واحد منا يعرف لماذا قدم هذا التنازل وما مقابل ما قدم .
كوننا ننصاع للأمور رغماً عن رفضها فهذا يعني أننا متفانون في الحفاظ عليها ..
« مسد « طوق على عنقي وأساور في يدي وخلخال قدمي .
إلا أنني أسعى بأن أحظى ما يستحق هذا التحمل ياصاحبي..