ميسون أبو بكر
لم تكن غريبة أبدًا ردود الإعلاميين المصريين الذين التقوا بسمو الأمير محمد بن سلمان وانبهروا بالأمير الشاب الطموح المغيّر الذي استطاع في عهد والده الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يحقق مشروعه (الرؤية السعودية) التي لطالما راودته وطمح لتحقيقها ليستطيع أن يعيش هو وجيله الذين يشكلون اليوم النسبة العظمى من السعوديين (70 %) برخاء وبوطن يشبه طموحهم، وفضاء تحلق فيه أحلامهم دون أن ترتطم هممهم العالية بسقف يمكنه أن يثبط عزائمهم.
وأنا أشاهد بلهفة ردود الأفعال على اللقاء والتحليلات التي مايست آمال المصريين أبناء مصر المخلصين تذكرت سنة الملك سلمان وهو أمير الرياض حين كان يحرص في كل مناسبة وحدث ثقافي أن يلتقي المثقفين والعلماء والإعلاميين، وقد كنت محظوظة لأنني تشرفت أن أكون في مجلسه لأكثر من مرة وكنت العاشقة لفكره وذاكرته التي تحفظ تاريخ المملكة في شرايينها كأيقونة خالدة، والأمير اليوم يسير على خطى الملك القدوة ومن شابهه ما ظلم، وما أجمل فكرة اللقاء بالإعلاميين المصريين الذين نقلوا وجهة النظر السعودية وثمرة اللقاء بالأمير للمهتمين في كل مكان.
أطربتني نظرة الأمير الإيجابية لعالمنا العربي وإنها نظرة تعلل الشباب بمستقبل واعد وبالخير في أوطانهم التي هي جسد عربي واحد يشفى بالاتحاد والتعاون والوحدة العربية والمحبة بين شعوبه، كما تقليل الأمير من شأن الأخطار المتربصة بالوطن العربي بشكل عام والمملكة بشكل خاص لأنها غدت من الماضي، وبفضل جهود حثيثة أمنت المملكة أخطارًا جسيمة ومطامع تمثلت في أعداء أضعفهم مكانة المملكة وعملها وتصدرها المشهد العالمي وقيمة الاستثمارات العظيمة لها حول العالم.
فقد «حجّمنا حلم التوسع الإيراني وحاصرناه في كل مكان» كما نقل عن الأمير محمد و»ألغينا سيناريو الحرب» -منقول- و»أوقفنا أجندة الإخوان المسلمين الذين حاولوا العبث في الأمن القومي العربي ومرّروا آمالهم في ذلك عبر حكومات وجدوا سبيلهم في تصدر مناصب مهمة فيها» فقد أصبحت اليوم في مهب الريح، ولم تعد خطراً على مصر أو غيرها.
وتضيف الإعلامية التي حضرت اللقاء الأستاذة لميس الحديدي أن ما ذكره سمو الأمير محمد عن التغييرات داخل المملكة، العودة للإسلام الحقيقي الإسلام السمح الذي «نريد أن نصدره للعالم» والنجاة من الوقوع ضحية التحريمات المختلف حولها، وكان الهدف محاربة التطرف والقضاء على أركانه للنهوض بفكرة الإسلام، فخاضت البلاد إصلاحات تعليمية وأخرى قضائية وفي كل الجهات.
تقول الحديدي: «لقد تحدث الأمير محمد عن الدين كشخص متبحّر به عميق المعرفة واثق من كل كلمة يقولها، فهو شخصية مبهرة ومثقفة، وأكدت أنه أبهر من حضر اللقاء واستمع إليه».
وبشر الأمير محمد بمستقبل واعد مشترك بين مصر والمملكة العربية السعودية، ودعم حديثه بالأرقام وبتفاصيل لا يلم بها إلا إنسان مجتهد خبير ومتابع باهتمام لما يدور من حوله.
لقد كان لديه إجابة عميقة على كل سؤال طرح عليه، وأخبر الحاضرين أن استثمارات المملكة في مصر كبيرة وباتت الآلية أسهل وأسرع على أرض الواقع، فلم تعد تقف أمامها البيروقراطية المقيتة كما في الماضي، ففي الاستثمار والعلاقات الاقتصادية لا تكفي فقط أن تكون هناك علاقات تاريخية لكي ينجح الأمر، وأكد أنه ليس من شيء قادر على أحداث خلل في العلاقات المصرية السعودية مهما كان.
ومن وجهة نظر المصريين فإن مستثمرًا كبيرًا عالميًا كالمملكة يستثمر في مصر فإن هذا له شأن عظيم ووقع وأثر مهم على الاقتصاد المصري.
الأمير المبهر.. الواثق المتواضع كما وصفته الإعلامية المصرية يضع المرأة في منزلة عالية، فكما وضع النقاط على الحروف في حقوق المرأة السعودية التي شهدت في عهد الملك سلمان عصراً ذهبياً، فهو يدين بالفضل لوالده ووالدته التي لا يتجاوز فضلها والإشارة إليها.
وحيث إنه عرف عن الملك سلمان بأنه إنسان اجتماعي يقصد بيته عرب من جنسيات مختلفة فقد كرس هذا الأمر لدى الأمير الشاب احترام الآخر وتقديره.
واعتبر هذا اللقاء لقاء استثنائيًا ممهورًا بالمحبة والتعرف إلى الأمير الطموح عن قرب في فرصة ذهبية نقل من خلالها الإعلاميون الحاضرون (25)إعلاميًا انطباعاتهم وآراءهم لشريحة كبيرة تتوق لسماع رأي هذا القائد في شؤون عديدة، منها تأكيده على توحيد القيادة الفلسطينية التي من شأنها خلق جبهة أقوى لإدارة الحوار مع الطرف الآخر والوصول لنتائج مرضية للشعب الفلسطيني الذي عانى كثيرًا.
لا تخفى على أصحاب الفطنة والإدراك أن هذا اللقاء كان أمل كثيرين ممن أبهرتهم إنجازات القائد الناجح الذي صدق شعبه، ويطمح بالخير للوطن العربي والإنسان العربي الذي أنهكته الظروف الصعبة وغرّرت ببعضه الإشاعات المغرضة.
بهجة الشعب المصري كبيرة اليوم بما سمع من سمو الأمير عن تعاون مشترك بين البلدين الشقيقين في مشاريع من شأنها رفع مستوى معيشة الشعب المصري وخلق فرص عمل له.
الأمير محمد حقق أماني جده الملك المؤسس في أن تكون المملكة هي العمق العربي الكبير لدرء الأخطار عن شقيقاتها، وأنا ومثلي زملائي الإعلاميون نتحين الفرص للاستماع ولقاء قائد طموح شغل الدنيا وعُدّت جمله نبوءات نعيشها بفخر.