أ.د.عثمان بن صالح العامر
تعد السياحة اليوم جزءاً أساسياً في برنامج غالبية الأسر السعودية السنوي، ومع أن هذا النشاط الترويحي ليس جديداً في روزنامتنا الصيفية إلا أن طبيعة المرحلة العالمية التي نعيشها والضغوط الحياتية التي تتجاذبنا جراء تسارع الزمن وتنوع الأحداث، وتسويق العالم الافتراضي لمناطق ودول بعينها، واهتمام الساسة بالسياحة على اعتبار أنها مصدر دخل هاماً لميزانية الدولة، وتقارب المسافات بين قارات العالم أجمع بعد كثرة شركات النقل الجوى، وبعد الانفتاح العالمي الرهيب الذي عرّف الشعوب بعضها ببعض، فضلاً عن أسباب خاصة تتعلق بطبيعة الأسرة السعودية واتساع دائرة الضروريات عندها، ولما تنعم به ولله الحمد والمنة من خيرات وعطايا لا حصر لها ولا عد، كل هذه الأسباب جعلت السياحة تحتل ترتيباً متقدماً في سلم الأولويات لدى غالبية الأسر السعودية ذات الدخل المتوسط فضلاً عن الغنية ميسورة الحال، وفي ذات الوقت صار للسفر أياً كان نوعه ووقته ومدته ومكانه متطلبات وشروط لم يكن غالبيتها له وجود في سابق الأزمان، أعتقد أن من الأهمية بمكان التفطن لهذه الشروط والحرص على تحققها والوفاء بها حين انتقال الأسرة السعودية من موطنها ومقر سكنها في أي منطقة من مناطق بلادنا الغالية إلى أي مكان في العالم، أهم في نظري:
- امتلاك مهارة التعامل مع التقنية، إذ أن كل شيء صار اليوم عن طريق المواقع والوسطاء المعتمدين، بدءاً من حجز الطيران، مروراً بالسكن، واستخراج التأشيرات، واستئجار وسائل النقل، وطلب باقي الخدمات، وانتهاءً بإجراءات العودة إلى بيته سالماً غانماً إن شاء الله، حتى الترجمة بين اللغات يمكن إتمامها من خلال تطبيقات وبرامج موجودة على الجوال. فالسفر دون حجوزات مسبقة، أو البحث عن سكن بعد أن يصل الإنسان مع أسرته للوجهة التي عقد العزم الترحال إليها انتهى زمنه، والارتجالية لا مكان لها في عالم السياحة المعاصر.
- التحدث بلغة البلد الذي تنوي الأسرة السعودية السفر له، والأفضل إجادة اللغة الإنجليزية التي تعد الأكثر انتشاراً في التواصل البشري، مع ملاحظة أن بعض الشعوب لا تتحدث الإنجليزية، بل في دول يمنع التواصل بها والتعامل من خلالها.
- وضع ميزانية دقيقة توزع على أيام السفر، حتى لا يضع السائح نفسه وأسرته في موطن لا يحسد عليه وهو في بلد الغربة بعيداً عن بلاده.
- احترام العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية.
- الالتزام بالقوانين والأنظمة المعمول بها في البلد الذي وصل لها، وهذا يوجب الثقافة القانونية ومعرفة الإجراءات الرسمية التي يتعامل فيها مع السائح.
- البعد عن الأماكن المشبوهة، والحذر الحذر من الاقتراب منها خاصة حين المساء.
- عدم المجازفة في اقتراف الأشياء المحذورة أو التعامل مع المشبوهين والقرب منهم.
- عدم الخوض والمناقشة والحوار والمجادلة سواء في باب العقائد والأيديولوجيات، أو السياسة والنيل من رموزهم الوطنية، أو غير ذلك.
- متابعة أسعار صراف العملة اليومي، والحذر من أي تعامل مالي يثير الشبهة ويبعث على الشك.
- الاتصال بسفارة المملكة في البلد الذي تصل إليه وتسجيل الجواز عبر منصة وزارة الخارجية.
- استشعر مسؤوليتك الوطنية في جميع تصرفاتك وحركاتك، فأنت في النهاية تمثل المملكة العربية السعودية وينظر لك من خلال هذا البعد بالذات، وقد تلتقط لك صورة أو يسجل لك مقطع فيديو أو حتى مجرد صوتك وينشر فتصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية الرسمية منها والخاصة، وإلى لقاء، والسلام.