سهم بن ضاوي الدعجاني
ما حصل للفتاة الشهيدة بإذن الله «ريما بنت مناع راشد»، قبل فترة والتي أصبحت حديث المجتمع السعودي، عندما ضحت بنفسها من أجل حياة أشقائها الصغار بـ«حسوة عسير»، وما تبع ذلك الحدث الإنساني العظيم من تفاعل من كافة شرائح المجتمع، عندما تحولت قضيتها إلى حديث المجالس فخراً واعتزازاً وإعجاباً بها، وما تلاه من «أصداء» جميلة من قبل بعض المؤسسات التعليمية التي بادرت مشكورة بتقديم منحة دراسية مجانية لإخوة الشهيدة البطلة «ريما»، في فروع الشركة في كل من أحياء المونسية والرمال بمدينة الرياض، سواء في القسم الأهلي أو الدولي، استجابة من إدارة الشركة لدورها الوطني والإنساني والمجتمعي في مملكة الإنسانية، ولعل تلك الشركة تطلق اسم «ريما» على قاعة في مدارسها مع توثيق شيء من سيرتها العطرة، ليتذكر الطلاب والطالبات في تلك المدرسة لتبقى «ريما» نبع حب ووفاء للأخت وتضحيتها في الأسرة.
«الحدث» كان صورة معبرة فائقة الإنسانية من «فتاة» كانت في عمر الزهور، تضحي بحياتها من أجل بقاء أشقائها لتمنح أولئك الصغار البقاء في هذه الحياة، وترحل هي -رحمها الله- وتصعد روحها الطاهرة إلى بارئها في قصة أشبه ما تكون بقصص الخيال، لكنها «الرحمة» التي كانت تسكن فؤادها والإيثار الذي استوطن قلبها وصدق محبة الأخت لأشقائها، تلك الفتاة ذات الـ «21» ربيعاً كانت أنموذجاً للفتيات السعوديات المكافحات فهي «خريجة» هذا العام وكانت تقضي فترة التدريب في مطار الملك خالد الدولي في الرياض.
«ريما» أيقونة التضحية وأنموذج العطاء الصادق تستحق «التكريم» و»الخلود» في ذاكرة الوطن والأنظار تتجه إلى إمارة منطقة عسير وأميرها الشهم الأمير تركي بن طلال في «إبداع» تكريم يليق بريما وتضحيتها لتبقى صفحة في سجل شهيدات الوطن، وهي الآن في مرقد «الكرامة» في أبها.
السؤال الحلم
كيف يتحول «العمل البطولي» لهذه الفتاة الوفية إلى «الرمزية» الحقيقية في عقول النشء؟، وكيف يبقى الفعل الإنساني نبعاً خالداً في ذاكرة المجتمع؟ يمدنا بقيم الخير والحب والتضحية والإيثار، إلا من خلال «أساليب مبتكرة» في الاحتفاء الحقيقي الصادق بهذا العمل الإنساني، لتبقى «ريما» رحمها الله صوتاً صادقاً في مؤسستنا التعليمية، ولتصبح «ريما» «الحصة الأولى» في يوم دراسي جديد لأجيال الوطن و للإنسانية في العالم.