يقول: الحب قبل التربية.
الابن متى ما شعر أن والده أستاذه يحبه بصدق لا تسأل عن أثر الكلمة وقوة الأثر.
أحبوا أولادكم، تلاميذكم. لا ترفضوهم بل ارفضوا سلوكهم.
مع توضيح السبب في بعض الحالات وليس كلها (بناء العقل السببي) مهم القراءة في هذا المعنى؛ من الناس لا يستجيب أمرًا أو نهيًا أبدًا حتى يعرف العلة والأمر ليس كذلك دائمًا، ففي شريعتنا كما نعلم التسليم والاستجابة عرفنا الحكمة أم لم نعرف.
حين يبدعون.. ينجحون أحبوهم بشغف جدًّا. كونوا فرحين لهم وبهم.
كما ذكر الشاعر جبران خليل: (ومع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكًا لكم).
هناك قبول وتقبّل، ومن أدرك الفرق بينهما أبدع في تربيته وعلق أثره.
ضحكنا وقتها كثيرًا.. أما الأساتذة الفضلاء يراقبون الموقف بشغف يشاركوننا الضحك غير أنهم يتطلعون نحو أمل مشرف وغدٍ مشرق لهؤلاء الطلاب .وأرجو أن رؤيتهم لم تخب، وجهدهم لم يضع.
غاب الأستاذ أحمد..ولم تغب كلماته.
غاب .. وابتسامته الآسرة للقلوب لم تغب.
غاب .. ولم تغب رؤاه التربوية.
غاب .. غير أن أفعاله ومنجزاته أشرقت في أرواحنا وسلوكاتنا.
الاختلاف في الأمور الشخصية.. جزء من الصورة أحيانًا لا نراه أو أننا لانريد رؤيته غير أن الجمال لا يكتمل إلا بحضوره.
الأندية الصيفية والحلقات القرآنية والجمعيات الخيرية والمبادرات الشبابية والمسارح الجامعية والأيام الثقافية والبرامج الكشفية والفعاليات الطوعية والأنشطة المدرسية برامج رسمية ترعاها الدولة وفقها الله.
رأينا من كبار رجالات الدولة والوزراء والقيادات العسكرية وأئمة الحرم وهيئة كبار العلماء والقضاة والكتّاب والمفكرين وغيرهم عبر شهادات أقوالهم المبثوثة في لقاءاتهم ومذكراتهم ونتائج الدراسات الميدانية العلمية المنشورة المعززة لهذه الرؤية.
هذه النوافذ من أهم الروافد في تشكيل الشخصية مع ضرورة نوعية البرامج الموجهة وليس الكم وكفاءة القائمين عليها وعدد آخر من الأسباب.وهذا كله بعد توفيق الله ثم الدعم والرعاية عند الصواب والمحاسبة والتعديل عند الخطأ.
إنما هذه المؤسسات وغيرها أوعية فقط، حين تقع تصويبات الأقلام الحُرَّة عليها فهو بسبب ماانْسَكَبَ فيها.الوعاء لا دخل له.
الأوعيةُ لاتُكسر، ولكن ينظف الذي داخلها.
مهما قدّمت القيادات أهدافها وسعت في بناء شخصيات المستهدفين بقوة وأمانة يبقى الجهد الضخم بعد توفيق الله على الجهد الذاتي الذي يبذله الفرد العامل.
هذا الكلام يصلح في البيت والمدرسة والإعلام بالدرجة الأولى.
اضغط على (الذاتي) فإن وراء تلك الكلمة أسرار النجاح، أليس للنجاح أسرارٌ؟
النوادي الصيفية والأنشطة المدرسية والحلقات القرآنية والمسارح الجامعية تعتبر شراكة مجتمعية تدفع بالطلاب لمزيد عطاء وولاء نحو دينهم ووطنهم وأمتهم،كما أنها تصقل مواهبهم ويتعرفون على خليط من الثقافات المتنوعة والمدارس التربوية والأنشطة غير الصفية الأخرى في فضاء يراه المجتمع ويطمئن منه الجميع.
التشكيك مرفوض والنقد القائم على الدليل مسموح كما أن التأخر في الدعم والتشجيع غير مقبول.
النوادي الصيفية.. الحلقات القرآنية.. المسارح الجامعية كانت لفهد مثل حلم طفل، استيقظ على هدية وضعها والده عند وسادته. هذا ما شعرت به وقتئذٍ، وما أشعر به الآن حين أراه في عيون أبنائي عمر وعبدالعزيز وأبناء الآخرين حين يدلفون هذه الأبواب المشرعة.
المسرح أبو الفنون ..صدق من وصفه بهذا. برزت فيه المواهب المبدعة في التمثيل والإلقاء والكتابة والإخراج وخطاب الجماهير والإدارة والقيادة والإنشاد والظهور على شاشات التلفزة والقيام في محاريب المساجد والتعبير عن الأفكار والآراء عبر منصات التواصل.
أرجو ألا أبالغ كثيرًا حين أصف هذه البرامج والمشاريع بأنها ضرورية جدًّا لكل أولياء الأمور في صقل مواهب أولادهم لكلا الجنسين وأن الإهمال وعدم رعايتها بالقدر الكافي ربما كلف المرء والأسر والمجتمع والدولة وقتًا وجهدًا بقية العمر.
عدسة التصوير (الكاميرا) تذهب في مهب الريح، لكن عدسة الابن الطالب (عينه وقلبه) تبقى مابقي.
(صندوق المقترحات)
له نتائج متميزة وسيلة تعبير مريحة وفضفضة سلسة دون مواجهة صريحة، وطريقة حضارية سلمية تحقق مقاصد الشرع والنظام وترتقي بالذوق العام وتحسن مفهوم المشاركة والمحاسبة.
نعم المواجهة مفيدة في بعض الحالات، لكن الإشارة والرمز نافعان في أكثر الحالات (ما بالُ أقوامٍ يَقولونَ: كذا، وكذا) منهج نبوي رشيد.
كنا نراه في المساجد والمدارس والدوائر الحكومية والمحلات التجارية في وقت سابق.
هذا الصندوق يسمع كلامنا وينصت لحديثنا ويقبل مايخرج من أفواهنا هل يمكن استنساخ طريقته اليوم مع وسائل التواصل الحديثة دون إلزام الناس بمعلومات شخصية قد تشعرهم بالمراقبة.
تلك الصناديق كانت تقوم بمهام جميلة ولها نتائج مؤثرة مع محدودة أعمالها.
قد نتحمس لهذه الأفكار وربما نخطىء في تطبيقاتها ثم نسأل.
لأن الناس إذا شعروا بمن يراقبهم سيحاولون الفرار من هذه الصناديق، وليس الذهاب إليها.
حضر مع إخوته الكبار حفل افتتاح استاد الملك فهد -غفر الله له- عام 1408 وكان يتخيل أنها خيمة كبيرة. هي كذلك تحفة سعودية وخيمة عربية رائعة.
ثم بعد عام حضر فريق البرتقال في مباراة ضمن كأس العالم للشباب 1409 - 1989 كان هذا الصغير يسأل نفسه في طريقه للملعب:كيف برتقالات تلعب؟. خيالات الصغار لا تقف. وينبغي للكبار رعايتها وحثها على الاستمرار.
ومضات:
-1 لا تقلد أحدًا أبدًا.(كن نسخة أولى من نفسك) ثم قلّد ثانية وثالثة من تراه يتلاءم مع شخصيتك وطوّر وحسّن بعد ذلك. نعم أسوتنا هو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهذا ليس مقصود الكلام.
-2 قل ( لا ) بصوت واضح لا تتردد فيه، لكن بأدب.
-3 جهود الآخرين مهما اختلفت معهم (احفظها) ثم (انشرها).
-4 عاتب بلطف، وامنح بسخاء.
-5 اعتذر، حاذر أن تتأخر؛ ربما تتأثر.. قد أخبرتك.
-6 لاتقطع برأيك الشخصي أبدًا، أما رأي الشريعة القطعي تمسك به. لا تتخلى عنه أبدًا. بل ولاتلتفت أبدًا.
-7 جاهد نفسك باستمرار.
-8 حاول النجاح دائمًا، محاولة النجاح نجاح.
-9 الثوابت والمتغيرات. لا تغيير في الثوابت ولا ثبات في المتغيرات.
-10 حق القوة وقوة الحق، الأول بحاجة إلى الثاني. العمل بواحد دون الآخر هلاك. كالروح والجسد والعقل والعاطفة.