عبد الله سليمان الطليان
تعاني بعض الدول الأوروبية الآن ارتفاعاً في درجة الحرارة والتي تعتبر قياسية لم تعهده من قبل، ارتفعت فيه حالات الوفيات بسبب الإنهاك وشدة حرارة الشمس، طبعًا نسمع الكثير من المختصين في مراكز الأبحاث والدراسات المختصة بالطقس والمناخ، إن هذا التغيير المناخي وارتفاع درجات الحرارة يعزى إلى تلوث البيئة بالغازات من أبخرة المصانع والسيارات والطائرات، وهناك تحذيرات متزايدة في هذا التغيير من قبل هؤلاء المختصين على جانب مهم بدأت آثاره تمتد إلى التصحر وجفاف بعض البحيرات والأنهار والآبار وانقطاع المطر عن بعض الأراضي، بل إنهم قالوا بعد فترة زمنية سوف تكون منطقة الخليج غير صالحة للعيش فيها بسبب ارتفاع درجة الحرارة المتزايد، ونحن نقول لا يمكن ذلك فإننا عهدنا هذه الحرارة منذ زمن طويل اعتدنا عليه في فصل الصيف، حتى قبل وجود أجهزة التكييف، وهذا ما نسمعه من أجدادنا الذين عاشوا في مزارع وبيوت طينية لا يوجد فيها إلا مرواح أحياناً، تأقلموا مع هذه الحرارة مع مرور الزمن حتى تتطور وسائل التكييف الحديثة التي غيرت الواقع كثيراً، ولا زلنا نسمع عبارات التهكم من بعض هؤلاء الأجداد الذين عاصروا تلك الفترة، توجه إلى جيل اليوم في عدم تحمل تلك الحرارة اليوم، بل إن بعضهم يقول إن تلك الحرارة نعمة وخاصة أصحاب المزارع الذين يمتلكون أشجار نخيل كثيرة فإنها لا تنضج إلا مع هذه الحرارة ويطلقون عليها (طباخ التمر)، وها نحن نشاهد ذلك الإنتاج المتصاعد في إنتاج التمور والإحصاءات هي حقيقة ذلك، حيث أثبتت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن المملكة تنتج أكثر من (300) صنف من التمور أشهرها (السكري، الإخلاص، العجوة، الصقعي، والصفري) بإنتاج يتجاوز (1.6) مليون طن سنوياً، وأن عدد النخيل في المملكة يتجاوز (34) مليون نخلة موزعة على جميع المناطق، وأن المملكة حققت زيادة في صادرات هذه التمور ومشتقاته خلال عام 2022م بكميات تجاوزت (321) ألف طن وبقيمة بلغت (1.28) مليار ريال. هذا من فضل الله في تلك الشجرة المباركة المذكورة في القرآن الكريم، وأن هذه الحرارة التي تضايقنا ونقول أن الجو (قاسي) ولا يطاق ونحاول الهروب منها (هي طباخ التمر) الذي هو طعامنا المفضل الصحي المغري في تنوعه وأشكاله، وهو من إنتاجنا بكل فخر.