عبد العزيز الهدلق
لا أتصور أن آليات نقل مباريات دورينا بوجود النجوم العالميين ستكون هي نفس الآليات السابقة.
فالدولة أيدها الله دعمت بسخاء القطاع الرياضي، ودعمت الأندية، وضخت مئات الملايين من الريالات لجلب أفضل الأسماء العالمية في كرة القدم ليلعبوا في أنديتنا لأهداف وطنية سامية متعددة، منها تطوير ممارسات كرة القدم في بلادنا، تطوير التنافس الكروي بين الأندية، وتطوير الدوري السعودي ليكون أحد أفضل الدوريات في العالم، وجذب أنظار العالم نحو بلادنا ليشاهد التطور التنموي والحضاري الكبير في المملكة العربية السعودية.
وإذا استمرت آليات النقل التلفزيوني للدوري السعودي بنفس الأساليب والطرق السابقة فإن ذلك مدعاة لفشل بعض أهداف الدعم الحكومي للكرة والأندية وبرنامج استقطاب نجوم العالم.
فالطريقة غير فعالة، ولا توفر طرقاً سهلة للمشاهدة، فحتى يشاهد العالم في آسيا وأمريكا وإفريقيا وأستراليا دورينا بكل يسر سهولة فذلك يتطلب توفر شبكة بث فضائي حديثة ومتطورة متواجدة على كل الأقمار الصناعية.
ولا يمكن في ظل هذه النقلة الكبيرة للدوري والأندية، والتطلعات العالية للقيادة، والمواطنين أن نغلق البث علينا هنا داخلياً ونجعل المشاهدة محصورة داخل المملكة، أو بعض دول الجوار. وحتى داخلياً هناك عوائق عديدة أمام شرائح متعددة من الجماهير. فلا يمكن أن نعتمد على بث يأتي من روابط إنترنت، أو على أجهزة محدودة التوزيع، تشترط وجود بث إنترنت قوي في منزلك من أجل المشاهدة.
نريد بثاً عبر الأقمار الصناعية يمّكن المشاهد سواء كان موقعه وسط صحراء الربع الخالي أن يتابع نجوم العالم، أو سائح وسط ثلوج الآسكا، أو مغامر على مرتفعات كليمنجارو.
يجب أن يصل نقل الدوري السعودي إلى كل أصقاع العالم. وأتمنى أبعد من ذلك أن يكون البث مجانياً، فالأهداف السامية للدعم الحكومي، توجب تحقيق سهولة النقل، ولو وصلت التسهيلات مجانية النقل. فمردود إيرادات النقل مهما كانت باهظة لن تشكل شيئاً أمام كلفة الدعم الحكومي، وحجم ما دفع للنجوم العالميين. من أجل أهداف سامية سوف يجهضها النقل التلفزيوني المغلق.
فأناشد صاحب القرار سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل أن يلتفت لموضوع النقل التلفزيوني للدوري، ويتم دراسة فتحه مجاناً عبر الفضاء ليشاهد العالم بلادنا وكرتنا ودورينا وتنافسنا بنجوم عالميين. وبعد أن نقدم أنفسنا للعالم في أول موسم، يتم بعد ذلك دراسة النقل الحصري للدوري من خلال المجال أمام كل شبكات تلفزيونات العالم للتقدم بعطاءات للفوز بحقوق النقل، وستكون الموارد في هذه الحالة فلكية، لنسترد شيئاً مما تم دفعه. وهذا يحدث في كل دول العالم المتطورة كروياً والتي سبقتنا في الاحتراف، وفي التجارب مع النجوم العالمية، ومع حقوق النقل التلفزيوني.
زوايا..
** غداً نصف نهائي كأس الملك سلمان للأندية العربية وكل التوقعات تشير إلى نهائي يجمع الهلال بالنصر. هل تصدق التوقعات أم تحدث المفاجآت؟
** أنهى الهلال أول ثلاث صفقات أجنبية بسرعة معقولة وكسب ثلاثة عناصر مميزة، وبعد ذلك توقف كل شيء, بسبب تردد المفاوض الهلالي وتنقله من لاعب إلى آخر، وعدم قدرته على الحسم. وهذا الذي جعل الفريق الكروي ينهي البطولة العربية ناقصاً ثلاثة عناصر أجنبية مؤثرة.
** الناقل الرسمي والحصري للدوري هل فكر يوماً باستقصاء آراء المستفيدين من خدماته، والاستماع لملاحظاتهم؟ من حق من يدفع مقابل الخدمة أن يسمع رأيه في مستوى الخدمة.
** ليس من مصلحة فريق الاتحاد أن يتوهم بعض منسوبيه بأن التحكيم وراء هزيمة فريقهم من الهلال. فمن مصلحة الفريق مواجهة القصور الذي كشفته المباراة، ومعالجتها بشكل عاجل. أما التعلق بأسباب وهمية من تحكيم وغيره ففيه خداع للنفس وابتعاد عن إصلاح الخلل.
** أتحفظ كثيراً على توجه الإدارة الهلالية بالتعاقد مع جواو فليكس. فهذا اللاعب رغم إمكانياته الفنية لم يحقق النجاح المأمول في كل محطاته الاحترافية في بنفيكا وتشلسي واتليتكو مدريد. وهذا كفيل بالابتعاد عنه. فإمكانات اللاعب ليست هي المحدد الوحيد لاستقطابه، بل قراءة سيرته، وتأملها بدقة. قد يكون الخلل في شخصيته.
** رغم الدروس القاسية التي كانت تتلقاها مدرجات «هاتوا الهلالي» فأنا أجزم أن هذه الهتافات العبثية سوف تستمر، وسوف يتكرر معها الدرس القاسي.