عمر إبراهيم الرشيد
توفرت وسائل الشهرة الرخيصة لبعض محدودي الفكر لدينا فصار العالم يطالع (إبداعاتهم) ويسخر منا، فالتعميم عادة البشر إلا أصحاب العقول النيرة وهؤلاء اليوم عزيزون. وبعد أن بات الأمر يمس صورتنا فلابد من وقفة حازمة أخرى كما تم بحق عدد ممن شوّه سمعة السعوديين في الخارج قبل سنوات قليلة، بعد أن تم توقيفهم وإصدار الأحكام القضائية بحقهم مع منعهم من السفر لمدد متفاوتة. وإن كان الحادث الأخير قد بدر من خليجيين يستخدمون سيارة بلوحات سعودية، فليس هناك فارق على الأقل في نظر تلك الدولة وشعبها والسواح المتواجدين بها ومن يشاهد تلك اللقطات المخجلة عبر منصات الإعلام الاجتماعي في العالم أجمع. وفي نظري أن الأمر لايحتاج إلى دراسات وبحوث عن المسببات التي تدفع هؤلاء الأفراد لمثل تلك التصرفات وبداعي حرية التصرف، بل إن صرامة العقوبة تجعلهم عبرة لغيرهم، وكما قلت فدول الخليج واحدة في تأثرها بمثل هذه السلوكيات المشينة، وما الحادثة الأخيرة لمن يرتدون الثياب الخليجية الا تجسيد لهذه الحقيقة، إذ يمكن لسفارات الدول الخليجية وبالتعاون مع سلطات الدولة المضيفة القبض على هؤلاء وتسفيرهم تمهيداً لمحاكمتهم كل في بلده.
يبقى التساؤل الأبرز في مثل هذه السلوكيات وعن علتها ودوافعها، وليس بجديد القول إن الأسرة هي المسؤول الأول ثم المدرسة أو النظام التعليمي، حين يتم التركيز على الجوانب النظرية على حساب المهارات الحياتية وأهمية الأعمال التطوعية والورش المهارية وتضمينها في الدرجات والنسبة التحصيلية. وكما قلت فإن مثل هذه السلوكيات ليس أمام الجهات المسؤولة سوى الردع حتى يتأدب الفاعل ويرتدع المراوغ، كما شهدنا في حالات سابقة، إضافة إلى التشهير وهو من أشد العقوبات تأثيراً نفسياً على المتجاوز. وفي الحديث الشريف (إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن) لأن النفوس والعقليات ليست واحدة فمن الناس من يؤثر فيه القرآن الكريم ومنهم من لايرتدع إلا بالعقاب. وتحية لمن قدم صورة حضارية للمملكة والمجتمع السعودي من عقلاء منصات الإعلام الاجتماعي المشهورين وغير المشهورين.
لوثة الشهرة قد أنشبت مخالبها في الكثيرين من طلابها بأي وسيلة، ومنصات الإعلام الاجتماعي هي البوابات المشرعة دون قيد أو شرط، ولابد من وقفة حازمة لمعالجة الوضع للمحافظة على السوية الاجتماعية واللحمة الوطنية، والله غالب على أمره، إلى اللقاء.