نجلاء العتيبي
في محطات الزمان وصدف الأقدار نرى مشاهد متعددة لأشخاص (حقيقيين) معدنهم أصيل وغلاب...
مسلكهم واضح، ثابت، مع الجميع..
على أيّ حال وظرف وفي أي مقام، ومع مَن كان، لا تُغيّرهم أحوال الدهر ولا تقلبات الأيام..
تلك المواقف الإنسانية تعلق في أعماقنا، وتترك أثرًا مزهرًا لا يذبل...
مثل هذا المشهد الأخلاقي الكريم لهذا الشاب النبيل الذي ألجم نفسه عن الرد بالمثل بِحُرّ إرادته، ولا يكون ذلك إلا لمن اعتاد على طيب فِعله وحُسن خُلقه وسمو نفسه، مرتكزًا على إيمانه القوي متيقنًا بوعد الحق وجزائه العظيم...
الله عدلٌ لا يظلم مثقال ذرة..
جاهلٌ جاهل مَن يظن أن في كظم الغيظ والطيبة حُمقًا وسذاجة...
خالطًا بين الضعف والقوة بمقدار عقله وما حواه...
«شتم رجلٌ عديَّ بن حاتم وهو ساكتٌ، فلما فرغ من مقالته؛ قال: إن كان بقي عندك شيءٌ فقل قبل أن يأتي شباب الحي، فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا».
هنيئًا لمن يملك مثل هذه النفس الكريمة والعقل الحكيم..
ما أحوجنا إلى هذا الخُلق النفيس لتتآلف القلوب وننال رضى الله وننعم براحة الوجدان.
عند الاختلاف تنفضح الأخلاق..
عندما يكون الإنسان في موضع القوة والقدرة على الانتقام تظهر أخلاقه الحقيقية...
ومن أعدل القوانين في الحياة: أن كل ما نقوم به من أقول وأفعال، وما نقدمه سيعود لنا يومًا ما، ومن أبواب مختلفة..
من الجيد أن نتذكر دومًا: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
كل ما ترسله، ما ظهر منه وما أخفيته ببراعة الاصطناع، سيعود حتمًا إليك، ما زرعت سترى حصاده مهما بلغ مبلغه، طال الزمن به أو قصر.
في كثير من الأحيان تكون عقوبة الله عاجلة في الدنيا؛ فقصص التاريخ تُثبت لنا هذا، وهو دليلٌ على زيادة التأكيدات والقناعات مع الاتعاظ..
نقطة ضوء لأحمد موسى
«عندما يسيطر الغضب على الإنسان يصبح الإنسان كالدمية الخشبية التي تُحرّك من خلال صاحبها.. هكذا يفعل الغضب بالإنسان يُحرّكه كما يشاء، وفي الاتجاه الذي يُدمّر.. فلا تجعل غضبك يُحوّلك لجماد ساكن يتحرك بك نحو الجحيم».