ناهد الأغا
صوتٌ يذهب بك حين تسمعه إلى زمن بعيد، إلى عالم الروعة بالإحساس، يُشعِرُ من يسمع ألحانه وطبقات صوته بروح الفن والطرب الأصيل العابق من روح عميقة من زمن سالف جميل للغاية.
الفنان المغني السعودي أصيل أبو بكر سالم، يجمع بين دفتي أدائه الغنائي، رخامة الصوت، وجمال الأداء، والشعور بذاتية وتأثره البالغ بوالده الفنان السعودي الكبير أبو بكر سالم رحمه الله، فيقف المرء أمام صوته بنظرة مزدوجة خاصة به، وما ورثه عن أبيه، فحقاً ينشأ ناشيء الفتيان منا على ما كان قد عوده أبوه.
يُرافق الخيال والأسماع، استفهامات وأسئلة عديدة، عند سماع تلك الكلمات الممزوجة بأعذب الألحان في أغنيته ((شمس بيني وبينك))، التي كانت في بداية مشوار الفنان أصيل أبو بكر الغنائي والفني، تعود الذاكرة إلى سنوات خلت، ظهر فيها صوت شاب، يُحاكي في مكنونه عمالقة الفن، وتعصف ذكريات جميلة رافقت النفوس في سنوات جميلة قد خلت، فكم لكلمات هذه الأغنية الرقيقة وتشبيهاتها البليغة من إبداع خلاق، يتلازم مع الطرب بالسمع، وعذوبة العزف والألحان الشجية:
شمس بيني وبينك ولا هذا جبينك
نور مرسل لقلبي من زمان انت وينك
جرحتني الجروح
وانا قلب وروح
وانت عني مخبى
وين بلقاك وينك
يا رسول المحبه
بين قلبي وقلبه
لو جرحني حبيبي
زاد في القلب حبه
بلغه بالسلام ذكره بالغرام
ومن البدايات للفنان الأصيل إلى أحدث وأجمل الأغنيات، التي صدح مدوياً بها ((محبوبتي الخضراء)) التي شاركه فيها الفنان السعودي راشد الفارس، متغزلا ًبأجمل معشوقات، وأغلاها على القلوب جميعها وليس قلبه فحسب، فكل من عرف أرض المملكة العربية السعودية، وتفيأ ظلال رايتها الخضراء الخفاقة، ويحيا رؤى الخير والنماء فيها، متغنياً بسمو الأمير محمد بن سلمان آل سعود، كأنما الأم تناشد ابنها البار، داعية إياه المضي بمسيرة برها، وتستأمنه على كل ما فيها فهو القوي الأمين الوفي لأرضه وبلاده.
محبوبتي الخضراء أنا استأمنك
محبوبتي الصحراء أنا استأمنك
في رؤية محمد ايد الرخا تنمد
في ناظره وفي خاطره
في ما مضى من مجده ومن حاضره
نستأمنك
يا سيدي الدار ذي أمي
تنادي يا ولدي وأنت يدي
وأنت سهيل العزكله والجدي
تميزٌ يعقبه تمييز، وإبداع يتلوه إبداع، في مسيرة الفنان السعودي أصيل أبو بكر سالم، وتسافر المسامع في رحلة ماتعة مشوقة بأجواء طربية رفيعة بأروع الأغاني الخليجية، التي تميز بها صوتاً وأداءً.