لا تزال صفقات اللاعبين العالميين تنهال على أنديتنا المحلية حتى باتت كرة القدم السعودية منافساً شرساً لأندية النخبة في العالم بالتعاقدات، وهذا ما جعل الصالح والطالح هناك يتحدث بالإيجاب أو بالسلب عن هذا التحول التاريخي الذي تشهده المملكة بدعم سخي من قيادتنا الحكيمة لتحقيق مستهدفات الرؤية الحالمة 2030 ، ولعل أولى المنافسات والتي من خلالها شاهدنا بعض تلك الأسماء وما تقدمه من أداء في الملعب كان في كأس الملك سلمان -حفظه الله - للأندية العربية، مع الأخذ بالاعتبار عدم الجاهزية الكاملة إلا أن هؤلاء اللاعبين قدموا أداءً رفيعاً لا يختلف عمَّا كانوا عليه في الملاعب الأوروبية، تجد بنزيما هداف هذه البطولة وما يقدمه مع الاتحاد مروراً بنيفيز وسافيتش في الهلال وانتهاءً ببروزوفيتش وفوفانا مع النصر، ولكن عندما رأيت تشكيلة نادي الشباب في هذه البطولة وبعد أن استمتعت بمشاهدة تلك الأسماء التي ذكرتها وارتفع سقف الطموح والذائقة لدى الجميع لم أستوعب أنها قائمة لفريق يعد أحد أكبر الأندية في المملكة، ليتبادر إلى ذهني سؤال لم أجد إجابته حتى الآن «أين الشباب من كل هذا؟» واسترجعت حينها لقاء رئيس الشباب السابق الأستاذ خالد البلطان مؤخراً وما ذكره من حقائق صادمة للمشجع الشبابي، ألسنا نتحدث عن ثاني أكثر الأندية تحقيقاً للبطولات الخارجية؟ ألا يعتبر أحد أكثر الأندية تصديراً للاعبين للمنتخب؟ لماذا أشعر بأن هناك من يحاول دوماً إبعاد هذا النادي من دائرة الأندية الكبيرة؟ إن كانت الأندية الكبيرة خمسة فالشباب منها وإن كانت أربعة فهو أيضاً منها إذن لماذا هو أكثر من تثقل الديون ظهره ويكون وحيداً ليخرج نفسه من أزماته؟ من يستمع إلى ما قاله البلطان وحديثه عن ما مر به الشباب من صعوبات في التفاوض مع اللاعبين والمدربين والتأخر في الحصول على الاعتمادات يجعلك تتحسر أن تفقد فرصة وجود هؤلاء اللاعبين في ملاعبنا، ولم يكن ينقص الشباب من المشاكل حتى يصطدم بمشكلة أخرى وهي الانتخابات واختيار من يرأس النادي والانقسامات التي ظهرت حتى وإن أخفاها كبار النادي الذهبيون إلا أنها كانت تظهر وبوضوح في ثنايا تلك التصريحات سواءً في المساحات أو في غيرها من الوسائل الإعلامية، فما أعلمه أن العمل لهذا الموسم قد بدأ من الموسم الماضي مع الأستاذ خالد البلطان والمرشح المتفق عليه من كبار الأعضاء في النادي الأستاذ محمد المنجم وأصحاب السمو أعضاءلنادي الذهبيين والاتفاق على تزكية المنجم رئيساً للنادي ومحاولة الابتعاد عن مسلسل الانتخابات والتي ستخلّف وراءها إجراءات مطولة قد تعيق استعداد الفريق لهذا الموسم، وما إن اقتربوا من خط النهاية حتى ظهر الأستاذ خالد الثنيان بملفه الانتخابي وأعلن نفسه منافساً على كرسي الرئاسة وهو حق أصيل له ولكل مرشح يكفل له النظام ذلك لتتعثر بعد ذلك كل مخططات فريق العمل لتجهيز الفريق هذا الموسم، حتى وإن لم يتفق عليه الذهبيون ولا الكثير من الجماهير إلا أن الثنيان يرى في نفسه القدرة على ملء هذا الكرسي لذا أود توجيه نصيحة له بعد التهنئة بفوزه بكرسي الرئاسة وتجاوزه الأزمة الصحية التي عانى منها مؤخراً، وأقول له إنك أتيت لتقود المشهد الشبابي على الرغم من رغبة الغالبية بغيرك ومع ذلك أنت لم تُخطئ فقد فزت بعد حصولك على أكبر عدد من الأصوات ولكنه تحد أتمنى لك فيه التوفيق ومخاطرة كبيرة جداً إن لم تعزّز من مكتسبات النادي وترفع من جودة الفريق وتعطيه ما يستحقه لتاريخه، فالمنافسون لك كانوا أكثر قبولاً لدى معظم الشبابيين وجميعهم اتفقوا على مرشح واحد فإن لم تبرهن بأنك قادر على تقديم أكثر مما اتفقوا عليه فقد تكون بذلك حرمت النادي من فرص تاريخية يمكن من خلالها النادي العودة للمنصات والقدرة على مجاراة الأندية المنافسة. بقي دور وزارة الرياضة والتي لا يساورني أدنى شك بأنها داعمة لكل أندية الوطن ولكن من مصلحة كرة القدم السعودية اتساع رقعة المنافسة وما يعرضه النادي عليهم من إستراتيجيات وخطط وتعاقدات نوعية للاعبين عالميين يستوجب عليها سرعة البت فيها والدعم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لنجاح موسم الفريق في ظل هذه القفزة الكبيرة لكرة القدم السعودية، فالخطوات التي تمت حتى الآن لا توحي بأن الفريق قادر على مواكبة هذا التحول لا من حيث التأخر في التعاقد مع المدرب ولا حتى مسيرته التدريبية، وحتى اللاعبين لا يمكن لهذا النادي حجز مقعد ضمن الأندية الأربعة الأوائل بالدوري إن لم يكن هناك استنفار للتعاقد مع أفضل اللاعبين على مستوى العالم على الرغم من أدائهم العالي الذي قدموه في البطولة العربية وكأنهم بهذا المستوى يقدمون رسالة بأنهم ناد كبير ويستحقون دعماً أكبر من هذا الذي قُدِّم لهم، لست مشجعاً للشباب ولكني أعرف ما هي الأندية الكبيرة بالإنجازات والجماهيرية في المملكة ونادي الشباب منها لذا لا أطلب دعمه في المنافسات ولكن التعامل معه بميليق بتاريخه!
رسالتي: نادي الشباب أحد الأندية الكبيرة والمهمة وليس من مصلحة الكرة السعودية ابتعاده عن المنافسة.
**
- محمد العويفير
@owiffeer