د.عبدالعزيز الجار الله
تتجه الأنظار التجارية وما يعرف بسياحة الأطعمة التذوق أوالطهي، وأيضاً إلى برامج الأمن الغذائي، الأنظار تتجه هذه الأيام إلى المحور الأوسط من المملكة، باعتبار المحور الغربي يمثله البحر الأحمر والمرتفعات الغربية، والمحور الشرقي يمثله الخليج العربي ورمال الربع الخالي ورمال الدهناء والجافورة والبيضاء، أما المحور الأوسط تمثله هضبة نجد وجبال طويق من نجران جنوباً ثم منطقة الرياض والقصيم وحائل وحتى منطقة الجوف ومنطقة الحدود الشمالية، أي وسط المملكة، فالأنظار تتجه إلى موسم جني و(حصاد) وبيع التمور.
موسم تمور المملكة يبدأ من منتصف شهر يوليو الشهر السابع، وحتى نهاية شهر سبتمبر الشهر التاسع، تطول وتقصر المدة حسب تأخر شدة حرارة الشمس، واستمرار أمطار الربيع، وفي هذه المواسم رغم أنها فترة إجازات وعطل دراسية وسفر إلا أن هناك:
- شريحة من المجتمع تفضل البقاء وسط المملكة للاستمتاع في أكل وتذوق التمور الطازجة والمتنوعة (سياحة التمتع بالأطعمة) باعتبارها فاكهة صيفية لا تتكرر في السنة الواحدة.
- شريحة تنشط في تجارة التمور لأن الإيرادات تتجاوز (7) مليارات ريال سنويا للبيع الجملة والتوزيع داخل المملكة والتصدير.
- شريحة من المجتمع تشعر بالترفيه عبر التجول داخل معارض أسابيع التمور بين مناطق المملكة التنقل والسفر لمدن التمور.
- شريحة من المجتمع تعمل على تخزين التمور لغرض التجارة في مستودعات كبيرة، وبعضهم داخل البيوت، لتحويله إلى (كنز) ثمين كغذاء بعد نهاية موسمه ليستمر طوال السنة.
التمور وبعض المنتوجات الزراعية الموسمية القابلة للتخزين وتناولها طوال العام هي شكل من أشكال الأمن الغذائي، ولا ينظر لها سلعة للتصدير والاتجار الدولي، لأن التمور هي وجبة رئيسة مثلها مثل الزيتون وزيته والقهوة والقمح والخضراوات و الألبان والدواجن واللحوم بأنواعها، فقد تعلم العالم وبالذات دول الخليج من أزمات:
- جائحة كورونا.
- حرب روسيا وأوكرانيا.
- المواجهات العسكرية في الخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر.
- وأزمات دول الربيع العربي والاضطرابات في العراق وسوريا ولبنان، واليمن وتقلص إنتاجها.
وتعود أسباب الأزمة لكون دول الخليج تعتمد على الاستيراد وعلى منتوجات دول الجوار، كما أن مستقبل الأحداث لايمكن التكهن بها وبخاصة حرب أوروبا وتفجر الأوضاع في دول شرقي أفريقيا.
فالمملكة في السنوات الأخيرة بدأت تؤسس لصناعات غذائية حسب خصائص كل منطقة ونسبة تساقط الأمطار ومناخها الملائم لزراعة منتوجاتها، كان آخرها التوسع في زراعة القهوة السعودية.