د. عيسى محمد العميري
مرت علينا في هذه الأيام ذكرى يوم أسود في تاريخ الأمة العربية تجاه ما حصل في يوم الثاني من أغسطس عام 1990م في القرن الماضي، تلك الذكرى الأليمة التي وقعت على دولة الكويت وشعبها المسالم، نستذكر الغزو الصدامي على دولة الكويت، يتوجب إلقاء الضوء عليها في مناسبتها ويجب أن يعيها الجيل الحالي، والجيل الذي لم يعاصر تلك الفترة العصيبة من تاريخ المنطقة والعالم، حيث كانت حديث العالم بأسره نظرًا لحساسية الموقع في هذه المنطقة من العالم. دروس نتذكرها بالغزو تحت لواء الوطنية وحماية الوطن، إن أحداث الغزو التي حصلت يتوجب أن يكون دافعًا نحو تحصين الوطن، واستذكار الدروس والعبر من الغزو الغاشم، وأن تكون نقطة بداية لهذا الشعب الذي قاوم بكل أشكاله ووقف مع بعضه بعضًا صفًا وكلمة واحدة وواجه المحتل الغازي، الذي فاجأ العالم أجمع، ووقوفه ضد الغزو وعدم تعاون الشعب معه على الرغم من الصدمة الكبيرة التي تعرض لها.
من جانب آخر تبرز الشخصيات الحقيقية التي جبلت على الخير وتقديم العون والفزعة الحقيقية بأبهى صورها في شخصية الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه وغفر له- حيث وقف موقفاً مشرفاً أصيلاً مؤصلاً منذ بداية الغزو وتصديه لكل المحاولات البغيضة التي عملت على تغيير المنطقة من الأطراف، إن موقف الملك فهد بن عبدالعزيز عندما كانت مقولته الشهيرة وتدرس للأجيال القادمة (ما عاد فيه كويت ولا سعودية.. فيه بلد واحد.. يا نعيش سوا أو ننتهي سوا.. يا تبقى الكويت والسعودية أو تنتهي الكويت والسعودية)، كانت نبراساً للعلاقات الاستثنائية بين المملكة والكويت بالإضافة لأول يوم الغزو فتحت المملكة العربية السعودية أبوابها وبيوتها ومدارسها ومستشفياتها وأجواءها لكل الكويتيين العالقين حتى تحرير دولة الكويت بفضل الله أولاً ثم الملك فهد -طيب الله ثراه- والقيادة الحكيمة والشعب الأصيل والأشقاء لمجلس التعاون الخليجي والعرب والعالم أجمع،
فالشكر موصول دائما وأبداً للمملكة.
ورحم الله قادتنا المؤسسين وحكامنا وشهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته،
والله ولي التوفيق.
**
- كاتب كويتي