د. علي بن صالح الخبتي
يعتبر الاستثمار في التعليم من أفضل أنواع الاستثمارات من ناحية، ومن ناحية أخرى العائد فيه طويل الأجل.. هو أفضل أنواع الاستثمارات لأنه لا يخضع بدرجة كبيرة لهبوط اقتصاد أو صعوده لأن المستفيدين منه يريدون تعليم أبنائهم تعليماً جيداً.. ولهذا فهم يصرفون على أبنائهم في التعليم على حساب أشياء أخرى في حياتهم مثل السفر أو شراء الملابس أو الترفيه أو غير ذلك.. لكن المستثمرين في التعليم يعانون من أن العائد في الاستثمار في التعليم طويل الأجل ويحتاج إلى فترات طويلة ولهذا فمعظم رجال أعمال يحجمون عن الاستثمار في التعليم.. رؤية المملكة 2030 شجعت الاستثمار في التعليم ودفعت في ذلك الاتجاه بقوة لكن المستثمرين في التعليم يقولون إن بعض الإجراءات تأخذ وقتاً طويلاً مما يتسبب في تأخير مشروعاتهم وعن انتهائها في الزمن الذي يخططون له.. فعلى سبيل المثال عندما تبدأ الاستثمار في التعليم تحتاج إلى مراجعة عدد من الوزارات التي لا يخلو بعضها من تعقيد في الإجراءات مما يسبب إحباطاً كبيراً للمستثمرين.. وتجعل المستثمر يعاني كثيراً، وتتسبب من ناحية أخرى في أحجام كثير من المستثمرين عن الاستثمار في التعليم.. وهذه مطالبة نرفعها للقائمين على التعليم الخاص للتخفيف من إجراءات وتسريعها خدمة وتسهيلاً للراغبين في الاستثمار في التعليم وتشجيعاً لهم.. بداية من إعطائهم الأرض والدعم المالي وانتهاءً بإجراءات البناء وإدخال الكهرباء وإنهاء إجراءات التأكد من سلامة المباني بالسرعة الممكنة..
هذا ما يخص المعنيين بدعم الاستثمار والقائمين عليه.. والرسالة الأخرى تخص المستثمرين في التعليم أنفسهم فهناك عوامل أساسية لابد من مراعاتها لتقديم مؤسسات تعليمية عصرية تقدم خدمات تعليمية تتماشى مع العصر وتقدم تخصصات تتواءم مع سوق العمل ومن هذه العوامل ما يأتي:
1- تحديد الجمهور المستهدف والسوق المحدد الذي يراد الدخول إليه.
2- تحديد مجال التعليم: حدد مجالًا معينًا في التعليم حيث يمكنك إضافة قيمة. قد تكون خدمات التدريس أو الدورات التدريبية عبر الإنترنت أو التكنولوجيا التعليمية أو الاستشارات التعليمية أو أي مجال آخر لديك خبرة فيه.
3- إجراء أبحاث السوق لمعرفة الطلب على منتجك أو خدمتك من خلال إجراء دراسات الجدوى.. أبحاث السوق.
4- معرفة المنافسين المحتملين.. سيساعد على تخصيص الخدمات التعليمية التي تقدمها لتلبية الاحتياجات المحددة لسوق العمل.
5- التأكد من أن الخدمة التعليمية التي تقدمها مميزة وتسد الفجوة في سوق التعليم عن طريق توفير خبرات تعليمية مخصصة، أو تقديم طرق تدريس مبتكرة، أو دمج التكنولوجيا، أو معالجة نقاط ضعف محددة للمتعلمين أو المعلمين.
6- بناء شراكات استراتيجية: تعاون مع المؤسسات التعليمية أو المنظمات أو المؤثرين في مجالك لاكتساب المصداقية وتوسيع نطاق الخدمة التعلبمية. يمكن أن تؤدي هذه الشراكات إلى الوصول إلى جمهور أكبر أو مشاريع مشتركة لإنشاء منتجات أو خدمات مبتكرة وغير مسبوقة.
7- تقديم خدمات رقمية: في العصر الرقمي اليوم، يعد التواجد القوي عبر الإنترنت أمرًا بالغ الأهمية. مثل إنشاء موقع ويب احترافي، وتحسين محركات البحث، واستخدام منصات الوسائط الاجتماعية للترويج للخدمات والتفاعل مع الجمهور المستفيد. يمكن أن يساعد ذلك على تسويق المحتوى، مثل عمل منشورات ومدونات أو مقاطع الفيديو تثبت جودة الخدمة التعليمية التي تقدمها ولجذب العملاء المحتملين.
8- تقديم خدمة عملاء استثنائية: رضا العملاء ضروري لأي عمل تجاري ناجح. تقديم خدمة عملاء ممتازة لتمييز نفسك عن المنافسين. استمع إلى التعليقات، ورد بسرعة على الاستفسارات، وابذل جهدًا إضافيًا لضمان تلبية احتياجات المستفيدين.
9- التطوير والابتكار المستمر: التعليم مجال دائم التطور، ومن الضروري مواكبة أحدث الاتجاهات والتقنيات. الاستمرار في التطوير المهني، والبحث عن طرق تدريس جديدة، وكذلك تكييف الخدمات التعليمية لتلبية المتطلبات المتغيرة.
تذكر أن بدء عمل تجاري في التعليم يتطلب مزيجًا من الشغف والمعرفة والمثابرة. من الضروري أن يكون لديك رؤية واضحة وخطة عمل قوية والتزام بإحداث تأثير إيجابي في قطاع التعليم.
وخلاصة القول: الاستثمار في عمل وطني مجيد يحتاج تسهيل الاجراءات من الدولة والحرص على الجودة من قبل المستثمرين.