عبد الله سليمان الطليان
تزخر السينما والتلفزيون بالعديد من الأفلام والمسلسلات المتنوعة والطرح المختلف للمشاهد، ولكن ماهي المواضيع التي تهم وتجذب المشاهد، هناك بطبيعة الحال تباين واختلاف كبير في الاختيار والمشاهدة، لكننا هنا سوف نأخذ الأفلام والمسلسلات التي لها بُعْدٌ اجتماعي وإنساني وتؤثر في أحداثها ووقائعها في نسبة كبيرة من المشاهدين الذين يتابعونها بشغف وتلهف تراهم أحياناً ينقلون المشهد بحذافيره وبتوضيح دقيق.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الشغف والانجذاب الجارف لهذا الفيلم أو المسلسل؟ الحقيقة تقول إن هناك نوازع ومشاعر وأحلاماً في داخل النفس، تبحر بصاحبها أثناء المشاهدة فتلامس أحياناً ما يدور منها في أعماق نفسه، ولعل مشاهد العدوانية والعنف والقسوة والظلم الاجتماعي هي الأكثر محركاً لتلك المشاعر والنوازع النفسية لدى نسبة كبيرة من متابعي هذه الأفلام او المسلسلات، يجدون فيها أحياناً تفريجاً للنفس من مواقف وأحداث مروا بها مازالت عالقة في أذهانهم كان لها وقع وأثر في مسيرة حياتهم، تثور مع المشهد وخاصة في موضوع الظلم والحرمان والقهر، نجد تفاعلاً وحماساً من أجل كشف الحقيقة ومعاقبة المتسبب في هذا الظلم، وهذا ينطبق حتى على الإنسان الذي لم يمر بمواقف مؤلمة ولكن مع أصحاب المواقف أكثر عمقاً في التأثير.
هناك جانب آخر يعد مكملاً لما ذكرنا سابقاً، ينطبق على من يعيش الموقف وما زال حاضراً في حياته اليومية ومحاصراً له، تراه يجاهد نفسه لكي يتغلب عليه وذلك عبر الهروب إلى المتابعة لعله يجد مخرجاً من هذا الموقف الذي ينغص ويكدر حياته، وهذا يتضح أكثر في الحب والعاطفة والعلاقات الشخصية وهي في نسبة الإناث أعلى من الذكور، وبعد هذا كله نحن نعتبر أن بعض المسلسلات والأفلام ذات الطرح الجاد الذي يعطي الوقائع والأحداث بحقيقة هو وسيلة لمعالجة تأثير المواقف السلبية التي تمر على الكثير ممن يعانون منها سواء على مستوى زمني قصير أو حتى الطويل، حيث يجدون فيها حلولاً إنسانية خيرة ليست ذات طابع انتقامي.