الظهران - واس:
وقّع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) أمس، مذكرة تفاهم مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، لخلق شراكات إستراتيجية بينهما من خلال مشاريع ومبادرات مشتركة تستند على جوانب التدريب والتعليم في الفنون والثقافة، إضافة إلى إجراء الدراسات والبحوث وتبادل الخبرات. كما ستشهد المذكرة تفعيل دور المجتمع في الفنون من خلال برامج التنمية والتواصل والفعاليات المحلية والدولية؛ لإتاحة مساحات للتعلم وتحصيل المعرفة عبر المشاريع الذي تمنح مزيجًا لافتًا لشتى أنواع الفنون.
وتأتي المذكرة من منطلق تبادل الخبرات بين الجهات الثقافية والعمل المشترك في تطوير البرامج وورش العمل إزاء توحيد الجهود وتنمية المشاريع والإنتاج الإبداعي؛ لدعم صناعة الفنون والفكر الثقافي عبر أدوات تطويرية ذات رؤية متقدمة تتجلّى في التنوع التدريبي وتمكين المواهب الوطنية، وبناءً عليه تم تفعيل الشراكة في جائزة العُلا للتصميم وجائزة إثراء للفنون والتي أطلق المركز نسختها السادسة أمس، فضلًا عن العديد من الجوانب والمسارات المتعلقة في محاكاة البُعد الثقافي. كما تتضمن آلية التعاون في الجوائز الفنّية التي يقدمها الطرفان كالمشاركة في لجان التحكيم واختيار الأعمال الفنية التي سيتم عرضها في العُلا كجزء من منظومة البرنامج العام بينهما، في حين ستكون العديد من المشاريع والمصنّفات الثقافية الذي يحتضنها المركز متاحة لزوّار محافظة العُلا بوصفها أدوات إبداعية ومحركات تقود إلى دعم الحركة الفنّية، حيث سيقدم «إثراء» العديد من ورش العمل والحلقات النقاشية المتخصصة، والعديد من المضامين والمشاركات الفنّية الأخرى كالعمل على تطوير وتنفيذ المعارض الفنّية محليًا وعالميًا ومشاركة الطرفين في بعض الجوائز المخصصة للفنون، كما يصاحب ذلك تعزيز سُبل التعاون في إنتاج فيلم قصير سنويًا في محافظة العُلا؛ سعيًا لدعم بيئة الإلهام والأفكار ضمن عالم متغير.
وأوضحت مديرة البرامج في «إثراء» نورة الزامل، أن المذكرة تأتي تماشيًا مع دور إثراء المتمثل في دعم وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية لتمكين المبدعين بوصفهم نواة المستقبل عبر شراكات وتبادل خبرات، منها الشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا التي تصب في مجالات عدة لنمو الاقتصاد الإبداعي ذات التوجه المعرفي وتسريع عجلة التنمية الوطنية، وتُعد محفّزًا ثقافيًا وبوابة للموهوبين ما يشكّل منعطفات عدة تقود إلى حالة فنّية فريدة، سواءً في السينما والمسرح والموسيقى والفنّ التشكيلي وغيره من أنواع الفنون البصرية والأدائية، مؤكدةً أهمية مبدأ تكامل الأدوار والمسؤولية المجتمعية بين القطاعات الوطنية المختلفة.
فيما أفادت المديرة التنفيذية للإدارة العامة للفنون والصناعات الإبداعية في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا نورا الدبل، أن المذكرة تتماشى مع رؤية المملكة 2030 وتقدم تصورًا للتعاون المستقبلي الذي سيدعم نمو الثقافة والفنّ والإبداع في جميع أنحاء المملكة، وتوحيد الجهود سيدفع المشاريع والإنتاج الإبداعي والتمكين من أجل المشاركة في المبادرات والبرامج لكلا الجانبين؛ سيحقق تنمية مستدامة لصناعة الفنون لاسيما أن الهيئة لديها إرثًا حضاريًا نابضًا يعزز من جودة الحياة السياحية والاقتصادية، مشيرةً إلى أن الشراكة مع مركز إثراء تنبثق من اعتباره أكثر المؤسسات الثقافية التي تسهم في دعم المشهد الثقافي في المملكة عبر إلهام الفكر واستكشاف المعرفة مع تنمية منابت الإبداع والابتكار. ويأتي اتفاق الجانبين على دعم مجالات الفنون الرقميّة ضمن جهودهما في تحقيق الأهداف والتطلعات؛ لجعل الثقافة نمط حياة ورفع مستوى التأثيرات الاقتصادية، وتزويد المواقع السياحية السعودية بمحتوى ثقافي متنوّع مما يتيح فرصًا للمواهب الوطنية عبر الشراكات الواعدة.
يُذكر أن «جائزة إثراء للفنون» هي مبادرة فنية سنوية رائدة أطلقها مركز (إثراء) في عام 2017م، في نُسخها السابقة، مُنحت الجائزة محلّيًا، لفنانين سعوديين ومقيمين معاصرين ومع النسخة السادسة يواصل «إثراء» المسيرة والتوسع برقعة جغرافية تشمل الفنانين العرب المعاصرين، حيث تهدف الجائزة إلى تمكين وتشجيع أعمال الفنانين وإيصالها إلى نطاق عالمي، وستقيّم المشاركات من قبل لجنة تحكيم مُعتبرة من الخبراء الدوليين والإقليميين في المشهد الفني المعاصر، للحصول على جائزة بقيمة 100.000 دولار تُمنح للقطعة الفنية الفائزة، بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لـ»إثراء» قبل المضي في جولة حول العالم.