عطية محمد عطية عقيلان
كمال الأجسام من الرياضات التي تستهوي وتجذب الشباب، ويلجأ ممارسوها إلى التدريبات الشاقة، مع تناول المكملات الغذائية والمنشطات للحصول على العضلات والجسم المثالي، وهذه الرغبة لدى بعض اللاعبين لبناء العضلات في أسرع وقت، تدفعهم لتناول البروتين والمكملات الغذائية والمنشطات، والتي لها تأثير على صحة القلب والكلى والعظام، خاصة أن منتجات كمال الأجسام والتي تسوق على أنها مكملات غذائية، قد تحتوي على مواد ضارة وتؤدي إلى الوفاة، وشهدت الكثير من الأحداث لوفاة لاعبي كمال أجسام في سن صغيرة، كما حدث مع «دالاس ماكارفر» حيث توفي في 2017م، وهو بعمر 26 عاماً، و»دانييل الكساندر» والذي توفي في 2015م، عن عمر 31 عاماً، والعديد من هؤلاء الرياضيين كان سبب الوفاة ما يتم تناوله من منشطات ومكملات غذائية، إضافة إلى قيامهم بتمارين شاقة ومتواصلة بغية الوصول إلى الجسم المثالي، وهذا يأخذنا لما حدث في 1 يوليو 2023م، حيث توفي لاعب كمال الأجسام الألماني «جو ليندر» المعروف بـJoesthetics المولود عام 1993م، وقد كان يعاني من آلام في الرقبة وتمدد في الأوعية الدموية، وكانت وفاته صدمة لمعجبيه لما يتمتع به من لياقة عالية، وصغر سنه حيث لم يتجاوز الـ 30 عاماً، ويعتبر من أبرز المؤثرين في مجال التغذية وبناء الأجسام، ولديه حوالي تسعة ملايين متابع عبر منصات التواصل، وكان يعتبره الشباب في مختلف دول العالم، نموذجاً للرياضي المثالي، وطموحهم الحصول على عضلات وجسم مثله، والتي كانت تكسوه العضلات البارزة بطريقة مذهلة، وكانت الحلقات التي يقدمها عبر اليوتيوب مصدراً مؤثراً للمحتوى المتعلق بكمال الأجسام، وكان يتمتع بلياقة بدنية عالية، علماً أنه صرح قبل شهر من وفاته لصحيفة ذا صن البريطانية، بأنه يخشي أن يؤدي الإفراط في التدريب إلى إصابته بنوبة قلبية، بسبب حالته العضلية النادرة، لحساسيتها بشكل غير عادي للضغط. وهي درس مهم لكل لاعب كمال أجسام بأهمية التوازن بين البحث عن الجسم الرياضي الكامل والتدريب المعتدل، والحرص على تناول المكملات الغذائية الموثوقة ومعروفة المصدر، وفي آخر ظهور «لجو» وقبل وفاته بيومين، وعبر انستجرام، حذر متابعيه من خطورة تناول المنشطات، وبسبب خطورة هذه المنشطات على صحة وسلامة اللاعبين ومبدأ العدالة في المنافسة، تأسست عام 1999م، الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، وتم نشر وثيقة بذلك وقعت عليها 700 منظمة رياضية حوللعالم، ويتم مراجعة هذه الوثيقة بشكل دوري ووضع معايير وتوصيات لتعزيز برنامج مكافحة المنشطات، حتى تحمى اللاعبين من الوقوع في فخ المنشطات وتهدد سلامتهم وصحتهم، ويتعرضون للعقوبات والإيقاف والذي يمكن أن يصل إلى مدى الحياة.
خاتمة مضحكة مؤلمة: في عام 2020م، قام اللاعب الروسي «كيريل تيريشين» وهو في عمر 24 عاماً، والذي أطلق عليه بعدها «بباي روسيا»، بحقن عضلاته بالفازلين، لتكبير عضلات يديه، وبعدها تعرض لمشكلة صحية خطيرة في يديه، بسبب تأخر إزالة الفازلين منها، وذلك بسبب «جائحة كورونا»، ويبدأ بعد ذلك سلسلة من العمليات، حتى لا يضطر إلى فقد حياته أو بتر ذراعيه، وعبر «تيريشين» عن ندمه، وبأنه غبي لقيامه بهذا النوع من الحقن للعضلات، وهي دروس لنا كعاديين أو لاعبين، بأن الرياضة مهمة، ولكن دون تدريبات شاقة مؤذية لصحة وسلامة القلب، وبدون اللجوء إلى المكملات الغذائية إلا تحت إشراف طبي موثوق، وعدم تعاطي المنشطات المحظورة.