عبد العزيز الهدلق
تمر فترة التسجيل الحالية على الهلاليين بصعوبة بالغة، وتمر الصفقات الزرقاء بحالات مخاض عسيرة جداً قبل أن تنجز، وبعضها يموت في منتصف الطريق، وتنتهي إلى لاشيء. وقد عاد المفاوض إلى نقطة (الصفر) في المفاوضات أكثر من مرة. متنقلاً بين نجم وآخر. إلى درجة أن هناك من طالب بمساعدة الإدارة وإنقاذها من الحرج الذي تعيشه.
وفي المقابل تنجز صفقات الأندية الأخرى بسهولة لافتة، وبسرعة قياسية، وهي ذات نوعية مميزة.
وما يزيد الاستغراب والدهشة من هذه التعقيدات التي تواجه صفقات الهلال ومفاوضاته أن النادي كان ممنوعاً فترتي تسجيل الموسم الماضي، ويفترض أن تكون الإدارة جاهزة أكثر من غيرها في تحضير ملف التعاقدات، وتحديد أسماء العناصر المغادرة، والمراكز التي تحتاج إلى تدعيم، كما يفترض أن تكون قد حددت العناصر الأجنبية التي سوف تفاوضها وتتعاقد معها بالاسم . ولكن كل ذلك لم يحدث. فتعاطيها مع هذا الملف يشير إلى كما لو أنها فوجئت بفتح فترة التسجيل.
وبدلاً من أن تكون فترة التسجيل داعمة للفريق، كانت وبالاً على الفريق حيث فقد أهم عنصر فيه المحارب الكولومبي كويلار الذي صدر قرار غير فني وغير مدروس وغير محسوب العواقب بمغادرته أسوار النادي، وشكل صدمة للجماهير، حيث اتضح مقدار الفراغ والثغرة التي تركها من خلال المباريات التي التجريبية التي لعبها الفريق وكذلك مباراتي البطولة العربية الماضيتين، حيث بات الوصول لمرمى الهلال سهلاً لأي فريق وبأقل مجهود. وكان يفترض أن يكون كويلار عنصراً ثابتاً ولا يتغير إطلاقاً، فمركزه مهم جداً وأثبت جدارته وكفاءته الفنية فيه، ومن الصعب إيجاد بديل أفضل أو حتى بنفس المستوى. وزاد من تخبط القرارات الهلالية الإبقاء على الكوري جانغ في قائمة الفريق رغم مرضه العضال. شفاه الله، وهو قرار عاطفي، لا يراعي مصلحة الفريق.
ولن نتحدث عن اللاعب فئة (A) الذي سيتكفل به صندوق الاستثمارات العامة للهلال كغيره من الأندية التي فازت بأسماء مميزة وعالمية، عدا الهلال، فهذا شأن الصندوق، ولكن نتحدث عن اللاعبين الذين تفاوضهم الإدارة، فبعد أن جلبت لاعبين اثنين بنفس المركز (8) ونفس المواصفات الفنية (نيفيز وسافيتش) لازالت عاجزة عن إنجاز أهم صفقتين لأهم مركزين وهما المهاجم، وصانع الألعاب خلف المهاجمين. فما تم حتى الآن جلب لاعبي وسط متأخرين وجناح، بالإضافة إلى مدافع، أما الأهم (9 ، 10) فلا زال المفاوض يعيش حالة شد وجذب، وغير قادر على الحسم. وهذا الذي جعل نتائج الفريق الماضية دون طموح المشجع الهلالي.
زوايا
** بعد رحيل الأسد قوميز جاء بشكل مؤقت إيغالو وكان يفترض أن تكون الإدارة الهلالية قد جهزت الاسم الذي تتعاقد معه في أول يوم للتسجيل ولكن مضى شهر على فتح الفترة ولم يحضر المهاجم.
** سرعة الاستغناء عن كويلار يوحي وكأنه كان عالة الفريق وأسوأ عنصر في خطوطه بينما هو العكس تماماً.
** في الهلال عناصر إدارية يفترض أن يكونوا بعيدين كل البعد عن مركز صنع القرار، أو حتى إبداء الرأي.
** الفارق بين العالميين بنزيمه وكريستيانو أن الأول يحمل الفريق ويقود زملاءه للتفوق، والثاني ينتظر أن يساعده زملاؤه.
** كلما ضج الفضاء الإعلامي باسم لاعب عالمي يفاوضه الهلال تم تسجيل لاعب مميز لنادٍ آخر منافس وانتهت مفاوضات الهلال إلى لاشيء.
** هل هناك عوائق يتعرض لها الهلال في سبيل تعاقداته، وتعرقل مفاوضيه من إتمام تعاقداتهم؟ على رئيس الهلال الأستاذ فهد بن نافل أن يخرج للعلن ويصارح جماهير ناديه بحقيقة ما يحدث. لماذا تتعثر مفاوضات الهلال؟ من حق جماهير الهلال أن تعرف ما يحدث لناديها. ولماذا صفقاته متعثرة؟
** خسر الهلال كويلار في مركز المحور الدفاعي (6)، وتعاقدت الإدارة مع اثنين في مركز (8).
** من استبعد سافيتش عن مباراة الهلال الأولى في البطولة العربية؟ اللاعب موقوف في الدوري المحلي وليس في البطولة العربية إداري الوحدة الإماراتي كان أذكى وأكثر خبرة من زميله الهلالي فقد استفسر من اللجنة المنظمة عن لاعب فريقه الموقوف فكانت الإجابة إيقافه ليس في الدورة العربية فشارك لاعب الوحدة بينما إداري الهلال غيّب اللاعب من تلقاء نفسه. وبناءً عليه يوقف اللاعب أيضاً في الدوري. وهكذا أوقف إداري الهلال لاعبه مباراتين بينما إيقافه مباراة واحدة.
** البيروفي كاريو لم تعد لديه الرغبة بالبقاء والاستمرار هكذا يقول مستواه وعطاؤه في الملعب. تغييره أصبح واجباً.
** قبل تحميل المدرب أي مسؤولية يجب توفير مقومات فريق كرة القدم له، بعناصر متكاملة. فريق بلا هداف لن يفوز. فريق بلا محور قوي سيخسر.