استودعناك الله جسداً غالياً رحل عنا دون موعد الوجيه الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن ناصر العقيل (جعل الجنة دارك وقرارك) عرفتك منذ عدة أعوام لم أجد منك إلا الاحترام والتقدير والوّد والمحبة في الله.. جمعتنا أيام ومناسبات وكُنت الأخ والصديق الصدوق والموجه والدال على الخير في كثير من اللقاءات والمكالمات والمراسلات التي يتخللها بعض الاستشارات التي تعيننا فيها على فعل الخير.. أتذكر حصلت بيننا مكالمة هاتفية لاستشيرك في قضية كانت في المحكمة رغم حجم أعمالك وانشغالاتك أعطيتنا من وقتك الثمين أتذكر ردك كان بكلمتين قلت لي (اليد العليا خير من اليد السفلى) أنهيت المكالمة وأنهيت تلك القضية بنفس طيبة أسأل الله ألا يحرمك أجرها لو تأملنا جيداً في سيرة أبا محمد لوجدنا ما يسرنا ويبهجنا ويثري أفكارنا ويزيدنا محبة له، أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا أحسبه من أهل البر والعطاء والإحسان وفعل الخير والكرم والشجاعة والصدق والصلة والمروءة والإيثار ولين الجانب والتواضع الجم وزيادة على ذلك حب الفقراء والمساكين والبذل في وجوه الخير ومساعدة المحتاجين حتى أصبح محبوباً ومعروفاً عند الجميع حاضرة وبادية..
الحديث عن رجالات الوطن أهل المنجزات والمكرمات وفعل الخيرات وأصحاب السيّر الحسنة التي ذاع صيتها ووصلت مدى بعيدا يجبرك الحديث عنها بكل حب وإخلاص وتقدير عندما نتحدث عن فقيد (مدينتنا حرمه بسدير ومحافظتنا المجمعة ومنطقتنا الرياض ومملكتنا السعودية) الذي ترك في ذاكرة التاريخ ذكريات خالدة وحسنات كالجبال الشوامخ يذكرها الصغير والكبير والذكر والأنثى والمطلقة والأرملة واليتيم واليتيمة والطالب والطالبة ودور تحفيظ القرآن والمساهمة في إنشاء المساجد ودعم المنشآت الطبية والصحية بالمباني والتجهيزات الطبية وخلافه لعرفنا سر هذا التأثر الكبير الذي حصل بعد رحيله فهنيئاً له هذا الذكر الطيب الذي أثنى به عليه القاصي والداني.. عندما يغادر دنيانا أي إنسان فالناس لا تخلو من الحديث عن سيرته وتاريخه.. ماذا فعل وماذا أنجز وماذا حقق؟
ويبقى الأثر أحبابنا الغالين.
لم يبق شيء من الدنيا تسر به
إلا الدفاتر فيها الشعر والسمر
مات الذين لهم فضل ومكرمة
وفي الدفاتر من إحسانهم أثر
رحم الله أخي وحبيبي الصديق الصدوق أبا محمد هذه سنن الله في خلقه حياة فموت ثم بعث ليوم الحساب يوم يُحَصّل ما في الصدور ويجازى كل بما عمل.
ونرجو من الديان عفواً ورحمة
ولطفاً إذا باتت علينا الصفائح
رحمك الله يا أبا محمد لقد جمعت كل معاني الكرم والجود والوفاء لقد كانت آمالك وطموحاتك لا حدود لها لكنه القضاء والقدر والأعمار بيد الله سبحانه وتعالى.. إنك يا أبا محمد برحيلك أدمعت عيون لا حصر لها.
الحمد لله على قضاء الله وقدره.. فاللهم نور مرقده وعطر مشهده وطيب مضجعه وآنس وحشته ونفس كربته وقه عذاب القبر يارب العالمين.. رحيلك ليس بأيدينا رحلت لأن الله أراد ذلك..
أراد لك حياة أجمل من الدنيا، لكن الحنين مؤلم فيارب لطفاً بقلوب آلمها الرحيل وأرحم كل من كان في القبر وحيداً وأرحم موتانا وموتى المسلمين.. تعازينا الحارة ومواساتنا الصادقة لزوجته وأبنائه وبناته وأخوانه وأخواته ولكافة أسرة العقيل الكريمة وأسأل الله أن يلهمنا ويلهمكم جميعاً الصبر والسلوان.
و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
** **
عبدالله بن إبراهيم البخيّت - روضة سدير