الطمأنينة هي عبارة عن سكون القلب ورضاه وعدم شعوره بالقلق، الطمأنينة هي لغة الثقة وعدم القلق وتساعد الفرد على المرور بسلام من ضغوط الحياة ومشكلاتها. الطمأنينة هي الحياة الحقيقية السعيدة التي ينشدها كل الناس ولكن لا يهتدون إليها. السعادة غاية كل إنسان في هذه الحياة والطمأنينة هي العامل الأهم في تحصيل تلك السعادة.
منذ فترة طويلة ونحن نتكلم عن السعادة حيث إن السعادة هي مفهوم بسيط من المفاهيم المتداولة أيام الحياة، ولم نكن نعرف بأن هذا المعنى من السعادة أولاً يتحقق في ذواتنا بأسلوب حياتنا بنظراتنا المتفاوتة لمواقف السعادة، كنا نرى أن السعيد هو الذي يعيش بكرامته وعونه وقدرته على أن يجمع الأموال الطائلة لكي يتمتع في صورة الحياة.
نتكلم عن السعادة لأنها الطمأنينة النفسية التي تبعدنا عن كدر الحياة وهموم العيش ونبحث من بين ثنايا النفس عن تلك الشواهد التي تكدر علينا العيش لأنها تهلك أرواحنا وتثبط من طاقاتنا سعادة العيش وتجعلنا نعيش في آثار الهموم وأحزان الحياة، نبحث عن الطمأنينة النفسية لأنها تمثل لنا العيش الآمن الذي يحبب إلينا معاني الحياة.
والإنسان لا يمكن له أن يعيش بمعزل في الحياة الدنيا، بل يعيش في مجتمع مع الآخرين، ومن ثم فإن تفاعله مع مجتمعه يؤثر فيه سلباً وإيجاباً، فمن ثم لا يمكن للإنسان أن يحصل على الطمأنينة بمعزل عن تفاعله مع الناس والمجتمع، والشعور بالطمأنينة النفسية مظهرٌ من مظاهر النفسية الإيجابية حيث إن الشعور بالطمأنينة النفسية يعكس شعور الفرد بأن البيئة الاجتماعية صديقة له وبأن الآخرين يبادرون الاحترام وأنه مقبول داخل المجتمع. والشعور بالأمن والطمأنينة عامل أساسي من عوامل الصحة النفسية.
الطمأنينة النفسية من أهم الحاجات لبناء الشخصية الإنسانية، حيث تعد من الأمور الهامة في مواجهة العديد من الاضطرابات النفسية كالقلق والخوف والوحدة النفسية، بالإضافة إلى الشعور بالعزلة والاكتئاب والتوتر الإحباط مما ينعكس سلباً على الصحة النفسية. الطمأنينة النفسية هي شعور مركب يحتوي شعور الفرد بالسعادة والرضاء عن حياته مما يحقق له الشعور بالسلامة والاطمئنان، الطمأنينة النفسية هي الشعور الذي يجعل الإنسان أن يشعر بتحقيق قدر كبير من الدفء والمودة والهدوء والاستقرار، كما تقوده أن يشعر الثبات الانفعالي والتقبل الذاتي واحترام الذات وتحقيق رغباته بعيداً عن خطر الإصابة باضطرابات نفسية أو صراعات داخلية أو أي خطر يهد أمنه واستقراره في الحياة.
الطمأنينة النفسية هي الشعور بمحبة الآخرين وقبولهم والشعور بالعالم كوطن والانتماء والمكانة بين المجموعة، ووجود مشاعر الأمان وإدراك العالم والحياة بدفء ومسرة، حيث يستطيع الإنسان أن يعيش مع الآخرين بأخوة وصداقة، ومشاعر المودة والاتجاه نحو توقع الخير والإحساس بالتفاؤل بشكل عام، والميل للسعادة والقناعة.
تشكل الطمأنينة النفسية أهمية كبيرة في حياة الفرد، وهي الأمن المعنوي الذي يتمثل في إحساس الفرد بالأمن والأمان والرضاء وعدم القلق والتوتر والشعور بالسعادة. وهي أداة مهة وسيلة ناجحة للتغلب على الضغوط النفسية في الحياة.
** **
أستاذ مساعد، قسم اللغة العربية وآدابها - جامعة عالية ،كولكاتا - الهند