أربعة أشهر بالتمام منذ أعلن المنتخب السعودي رحيل مدربه السابق إيرفي رينارد عن تدريب المنتخب، 120 يوماً مضت منذ إعلان هذا القرار والذي خلّف ومازال يخلّف وسيخلّف الكثير على المنتخب وجاهزيته للاستحقاقات القادمة، 2880 ساعة تقريباً والمنتخب السعودي دون مدرب وهو الذي على مشارف الاستعداد لخوض منافسات كأس آسيا مطلع العام القادم في الدوحة، هذه البطولة والتي منذ سنوات لم نرَ منتخبنا مرشحاً ضمن المرشحين لنيلها، وما إن استقر المنتخب وحقق المشاركة التاريخية في المونديال الأخير واستبشرنا به خيراً للمنافسات القادمة إلا وعاد إلى نقطة الصفر، إلى متى والمنتخب هكذا لا يحافظ على مكتسباته ويبني عليها؟ إلى متى ونحن ما إن نصل إلى مرحلة الحصاد نقوم بهدم كل ماسبق؟ ألا يستحق منا المنتخب عملاً أفضل من ذلك؟
ألم نتعلم من درس عدم التجديد مع مارفيك والتعاقد مع مدرب جديد قبل سبعة أشهر فقط من مونديال روسيا لتكون أولى مبارياته الرسمية مع المنتخب في افتتاحية المونديال وأمام المستضيف والهزيمة حينها بنتيجة غير مقبولة، فما أشبه الليلة بالبارحة باختلاف البطولات والأشخاص، قد يكون العامل الوحيد المختلف هو رغبة رينارد بالرحيل, ولكن ماذا أعدّت إدارة المنتخب بعد هذا الرحيل وماذا كانت تعمل طوال الأشهر الماضية وهي تعلم بأن المنتخب على مقربة من المشاركة في البطولة الآسيوية بطموح يفترض بأن يكون للمنافسة، لما لا والمنتخب بات مؤهلاً لذلك ولاعبوه يتواجدون في الدوري الأقوى بلا منازع في آسيا، ويستهدف أن يكون ضمن أفضل 10 دوريات في العالم، وهذا الدعم التاريخي وغير المسبوق من القيادة - وفقها الله -، فمن غير المقبول أن يخرج رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ ياسر المسحل عبر أكثر من تصريح يذكر بأنهم اقتربوا من التعاقد مع المدرب الجديد للمنتخب، وأنه في شهر يونيو سيتم الإعلان عن المدرب الجديد وأنهم حريصون على حضوره كأس الملك سلمان يحفظه الله للأندية العربية والتي انطلقت وهم حتى الآن لم يصبحوا على مقربة من التوقيع مع أي مدرب.
هل يعلم سعادته وهو خير العارفين بأن الأشهر المتبقية لانطلاق البطولة الآسيوية تُعد مدة قصيرة جداً وغير كافية لاستعداد أي منتخب في العالم ومع مدرب جديد؟ فإن قمنا باحتساب عدد التوقفات الدولية القادمة والحصص التدريبية للمنتخب مع المدرب الجديد قبل البطولة لوجدناها لاتتجاوز الـ20 حصة تدريبية وهي مدة غير كافية إطلاقاً لمدرب ستكون أولى مبارياته الرسمية مع المنتخب في كأس آسيا.
قد تكون إدارة المنتخب أكثر المستفيدين من حركة الانتقالات التاريخية التي تشهدها الأندية من حيث اللاعبين والمدربين، فالأعين اتجهت باتجاه الأندية واستقطاباتها وأسماء اللاعبين الذين يتم تداول أنباء انضمامهم لدورينا ونسينا أن المنتخب بلا مدرب طوال تلك الفترة الماضية، الحسرة كل الحسرة أننا فقدنا ومازلنا نفقد العديد من الفرص التي قد تخفف وطأة خسارة أن يكون المنتخب بلا مدرب، فقدنا فرصة أن يكون المدرب حاضراً ليتواجد في معسكرات الأندية ويتابع استعداداتها ومبارياتها الودية والجلوس مع مدربيها، أن يتواجد في البطولة العربية والتي يشارك بها 4 أندية سعودية ويشكّل لاعبوه أكثر من 70 % من قائمة المنتخب، أن يكون لديه كل الوقت لمشاهدة مباريات الموسم الماضي ومباريات المنتخب السابقة ليكوّن بذلك صورة كاملة عن اللاعب السعودي وخصائصه، أن نستفيد من تواجده مع أول توقف قريب لأيام الفيفا لاستغلال تلك الأيام للعب المباريات الودية معه وتعويض عدم الاستفادة من التوقف السابق مع نهاية الموسم الماضي والتوقف الذي قبله والذي كان مع رينارد الذي أعلن فيه استقالته وتسببت تلك المباريات التي لعبناها معه بتراجع المنتخب في التصنيف الدولي.
للأسف الشديد اعتاد الشارع الرياضي أن يرى المنتخب في كثير من البطولات يشارك بها وهو في مرحلة ما قبل الصفر حتى بات يعرف مصير المنتخب في المنافسة على البطولة من عدمها فلا تسألوني عن توقعي لمشاركة المنتخب القادمة.
نصيحتي : (اجعلوا المنتخب مواكباً لهذا التحول التاريخي للكرة السعودية فقد حان وقت الذهب).
** **
- محمد العويفير
@owiffeer