ليلى أمين السيف
«كل المشكلة أنك واضحة» كانت هذه الكلمات مؤلمة رغم صدقها..
الكل الأن أصبح بلا استثناء كاتبا والكل واعظا والكل قديسا.. ولكن الحقيقة المرة تصدمك وتصيبك بالوجوم والألم.. يشتكون من الآخرين لأنهم ببساطة هم الآخرون..
هم الكاذبون.. المدلسون.. المخادعون المستغلون.. هم من يصعد على كتفيك ثم يصاب بمرض فقدان الذاكرة عند ذكر اسمك..
هم من يتحدث بسوء عن الآخرين ولا يرى خيراً في أحد ثم تراه يستل سكين الغيبة والنميمة ولا يوفر في لحمك..
لماذا تتهمون الآخرين بما فيكم أيها العفنون..
رائحة قلوبكم عفنة ورصيدكم الأخلاقي صفر مهما ادعيتم المثالية بضحكاتكم الصفراء وتصرفاتكم الماجنة..
مفضوحون أنتم..
لست متألمة عليكم ولكنني مستغربة من زيفكم.. من تصنع الفضائل والمثل العليا..
يشكون من كذب الآخرين ومن استغلالهم ومن ومن...
أخشى أن أقول إنهم هم أنفسهم نفايات بشرية..
عقول مريضة أنفس معطوبة ضمائر ميتة..
مشاعر إن وجدت فهي خربة..
أن تكون واضحا تمام الوضوح للآخرين وأن تكون صادقا معهم وان تكون متاحا وأن تعمل بما يرضي دينك ونفسك القويمة لا يعني ذلك أنك غبيا وأنك ستسكت عن حقك وأنك متنازل عن كرامتك..
أنت تعطي لأن هذا هو الواجب في ديننا.. الفطرة السليمة تتعامل مع الجميع بخيرية وعطاء غير محدود. هو عطاء محمود فأنت تتعامل بمبدأ رضا الرب واحب لأخيك ما تحب لنفسك..
لا يوجد مبرر أبدا لدناءتكم سوى أنكم تفتقدون للأخلاق.. الله يعين أبناءكم على تربيتكم لهم لأن الشيطان وجد مرتعا له..
أن تكون مستغلا مستغفلا منهم.. موجع.. مؤلم.. ما يشفع للطيبين عند الله ومما يطيب خاطر الواضحين السهلين اللينين هواجرهم عند الله. وهم إن شاء الله فيمن أحبهم الله.
قد لا أتغير بالكلية يا صديقتي ولكنني سأحذر فقط سأحذر كما قلت..
ابنتك يا أبي -ليلى أمين- غفر الله لأبي ورحمه وأدخله جنات النعيم والمسلمين أجمعين.