د. نوف بنت محمد الزير
تشهد المملكة العربية السعودية حرسها الله وأدام عزها تطوّراً ملحوظًا في شتى المجالات لا سيما ما يتعلق بالشعائر الإسلامية وما يصاحبها من تهيئة وتجهيز المرافق والخدمات وحسن إدارتها وتوفير كافة الإمكانات والخدمات لها.
من ذلك الجهود العظيمة التي تبذلها في خدمة الحجيج وقاصدي الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والزائرين، وما يحظون به من كريم الرعاية وجزيل العناية ما يُعدّ مضرب المثل في الحس الشرعي والانتماء الوطني والمنهج الحضاري والدور الريادي الذي يشهد به القاصي الداني من شتى أصقاع المعمورة.
ومع هذه الجهود المشكورة والمساعي المشهودة والخدمات المُسخرة إلا أن الناظر يرى الكميات الهائلة من المهملات التي يتجاوز وزنها آلاف الأطنان وتستهلك جهداً ووقتاً ممتداً في التعامل معها، وتُحدث شيئاً من التلوّث البصري للناظرين لا سيما مع مستهدفات رؤية المملكة الطموح بزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين لتتجاوز ثلاثين مليون معتمر في السنة، ما يستدعي أن توظف جهات الاختصاص فكرها الإبداعي لابتكار تطبيقات وتقنيات في التعامل مع ذلك بمهارات الذكاء الاصطناعي والحس التقني التي تُمكّن من التعامل معها بأسرع وقت وأقل جهد وأعلى مستويات الإتقان.
وتحفيز الشركات الوطنية للمشاركة في ذلك بإمكاناتها وجعله مُستهدفاً في خططها الاستراتيجية.
ماذا لو عملت وزارة الحج والعمرة بالتضامن مع جهات الاختصاص في إجراء مسابقة تنافسية لتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعامل التقني مع المهملات وقت إدارة الحشود، وسيجدون من أبناء وبنات وطننا المتألق أفكاراً مميّزة تواكب الطموح وتخدم المواقف والشواهد تؤكد ذلك، كما حدث في التجارب التي قامت سابقاً مثل (هاكاثون الحج) حيث كان من بين المشاريع المؤهلة للتنافس على المراكز الأولى: سلة مهملات ذكية (كومباكان) تقوم بالتنظيف بشكل آلي.
تطبيق لإدارة المهملات أثناء موسم الحج وذلك من خلال إشعار عُمّال النظافة بأماكن السلاّت الممتلئة لغرض تفريغها.
إننا جميعاً قد استقر في قلوبنا تشريف الله للمملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين ما يجعل طموح الإسهام في خدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين مُتطَلّعاً لأبنائها في توظيف طاقاتهم وأفكارهم وإبداعاتهم وجهودهم، ومحل اهتمامهم قيادتها الحكيمة؛ وما اعتزاز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز وولي عهده يحفظهم الله في كافة المحافل المحلية والدولية بذلك إلا أعظم مؤشر وأقوى حافز على المشاركة في ذلك بالفكرة والكلمة والعمل.
وهذا ما يتطلع له الجميع، سدد الله الجهود وأدام على بلادنا عزها وتمكينها.