عبدالعزيز المعيرفي
يمثل التدريب الجامعي جزءًا أساساً مهماً من حياة الطالب الجامعي، إذ يسهم في رفع مستوى المعرفة والمهارات التخصصية والشخصية لدى الطلاب الجامعيين عبر إتاحة الفرصة لهم باكتساب مهارات جديدة ورفع مستوى التفكير الإبداعي والقدرة على العمل الجماعي، إضافة إلى أهمية التدريب في المواءمة بين الدراسة الأكاديمية والتطبيق العملي في بيئة عمل فعلية.
ومن الجميل أن هناك عددًا من الجهات والشركات تقوم بتدريب الطالب تدريباً احترافياً وتقوم بإعطائه مكافأة، وفي بعض الأحيان تستقطبه للوظيفة، وهذا نموذج مثالي قليل ونادر ولكن الأكثر مع الأسف من الجهات لا تمتلك خطة تدريبية واضحة تجعل المتدرب يكتسب المهارات ويتدرب على مهام حقيقية، وما يحصل أن بعض الجهات تستغل المتدربين في أداء مهام كان من الأجدى أن يتم استقطاب وتوظيف موظفين لها. إضافة إلى أن هناك العديد من الجهات لا توفر مكافآت للمتدربين وكأن المتدربين متطوعون لخدمة الجهة مجاناً وهذا ليس منطقياً.
أتفق أن بعض الجهات ليس لديها ميزانية للتوظيف ولكن من الأجدى على الأقل أن توفر مكافأة للمتدربين خاصة أنهم يقدمون خدمات جليلة للجهة، فالمكافأة من أكبر التحديات التي تواجه الطلاب في مرحلة التدريب وليس هذا فحسب بل إن عدم توافق الكليات مع الجهات التدريبية من ناحية توقيت إعلان قبول المتدربين وكذلك التباين الكبير في خطط التدريب، فبعض الكليات مدة التدريب 3 أشهر والأخرى 6 أشهر وهو ما يجعل مهمة التدريب صعبة للجهات المستقطبة للمتدربين.
إن الهدف الأسمى من التدريب هو تمكين الطلاب من الممارسة العملية في تخصصاتهم عبر ممارسة المهارات التخصصية وتهيأتهم لسوق العمل، وهذا يتطلب التنسيق والتعاون مع بين الجهات التعليمية والتدريبية ومراجعة وتدقيق الخطط التدريبية وإيجاد حل لمكافأة الطلاب وتشجيعهم على الالتزام بأيام التدريب وتعظيم الاستفادة لهم.