إيمان حمود الشمري
من ليس له ماضٍ لا حاضر له، انطلقت رؤية 2030 من عمق التاريخ لتخترق المستقبل..
صاروخ بطموح لا حد له، يواكب عالم الاستثمار، الاقتصاد والسياحة والترفيه والتنمية، دون أن يغفل الجانب الثقافي والتاريخي للبلد، إذ أولت المملكة اهتماماً خاصاً بقطاع الإبل، وأنشأت نادياً خاصاً يشرف عليه سمو ولي العهد، لما للإبل من مكانة مهمة في تاريخ العرب عامة، وتاريخ السعودية بشكل خاص.
منذ فترة وجيزة نظم الاتحاد السعودي للهجن مهرجان ولي العهد في نسخته الخامسة بميدان الطائف، وأعلن الاتحاد عن تخصيص جوائز مالية قيمتها الإجمالية 56.255 مليون ريال، يتنافس عليها المتسابقون، إذ يحظى هذا المهرجان باهتمام بالغ ودعم سخي من ولي العهد، لتأصيل هذا التراث النابع من ثقافتنا وهويتنا السعودية، كما تم إنشاء نادٍ باسم نادي الإبل، بأمر ملكي سامٍ، عام 2017 عُين عليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مشرفاً عاماً عليه، ويرأس مجلس إدارته الشيخ فهد بن حثلين، وكانت من أهم أهداف إنشائه، التعريف بالإبل، وتنظيم الفعاليات الخاصة بها، ومشاركتها في الفعاليات الخارجية بصورة وطنية، لتعزيز هذه الثقافة، وضمان استمراريتها في الجيل الجديد.
هذا الموروث الثقافي الذي يحظى باهتمام بالغ من المجتمع السعودي، شجع مجلس الإدارة على تحويل قطاع ورياضة الهجن من مجرد موروث ثقافي وشعبي إلى مناخ استثماري جاذب لرؤوس الأموال، فهو مجال واسع لا يختص فقط بالسباقات والمزادات، وإنما أيضاً هناك اقتصاديات أخرى للإبل، بالاستفادة من حليبها وجلودها وغيره.. حيث ذُكر في قوله تعالى: وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ النحل (88). هذه المميزات تجعل من الاستثمار بقطاع الإبل سلسلة ممتدة من المنفعة، إذ أعلن صندوق الاستثمارات العامة عن تأسيس شركة سواني لتمكين صناعة منتجات حليب الإبل محلياً، وقدر الأستاذ محمد اليامي رئيس قطاع الاستثمار في نادي الإبل، حجم الاستثمارات في القطاع بـ50 مليار ريال، مما يؤكد أن قطاع الإبل مربح جداً.
قفزات كبيرة يحققها هذا القطاع الاستثماري الجديد، تحقق صناعة اقتصاد متكامل، متمسكة بماضٍ عريق ومنطلقةً كسهمٍ أخضر في مجال الاستثمار.