رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
فرحان حسن الفرحان رجل بسيط في حياته كبير في مقامه، فتح قلبه للجميع فكسب حبهم.. قلب يحمل النقاء والصفاء.. ولسانه رطب بذكر الله.. الغل والحسد والحقد، مفردات خارج قاموس حياته.. مجلسه أنس ومحبة، يسأل عن البعيد والقريب.. ويتطمن على صحة الجميع، لطيفٌ مع أحفاده يبادلهم الفرح والمرح.. أحبه الجيران، فكان نعم الجار للجميع.. كثير الخطا للمساجد.. قريبٌ من ربه بقوله وفعله.
في أوقات متباعدة أسعد بلقائه بمنزله برياض الخبراء، برفقة خال أبنائي فهد الخليفة (نسيبه) فكان يغمرنا بالترحيب وحسن الاستقبال وبشاشة الوجه.. ويأسرك بلطفه.. ولا ينسى أن يذكر بعض من رافقه في بداية رحلة حياته لطلب العيش وعمله في مقتبل العمر بشركة الزيت العربية بالظهران.. ومنهم عبدالعزيز بن ناصر الغفيلي ورشيد عبدالعزيز الرشيد -رحمهما الله، وكان وفياً بالزيارة لهما والسؤال عنهما وهما في محافظة الرس.. تجربة عمل لم تدم طويلاً ليستقر به الحال في بلدية رياض الخبراء.
كنت أتابع حالته الصحية في الأشهر الأخيرة.. واستبشرت من ابنه عبدالله بتحسن حالته..وكانت الدعوات من الجميع بالشفاء العاجل (لأبي محمد).. لكن القدر لا يتقدم ولا يتأخر.. فخطفه المنون وأعلن رحيل هذا الرجل الطيب الذي عطر دنياه بالمحبة والمودة والقرب إلى ربه، ففي مساء يوم الخميس 25-12-1444هـ أديت الصلاة على جسده الطاهر بمسجد الشافعي برياض الخبراء، في المقبرة زحفت الجموع لتودع (أبا محمد) لمثواه وسط ألسن تلهج بالدعاء والرحمة، حضور يكشف عن محبة الناس له وحرصهم على تقديم واجب العزاء لأقاربه وأبنائه وأحفاده.. اللهم أكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد.. وجازه بالحسنات إحساناً، اللهم ارحمه برحمتك يا ارحم الراحمين وأسكنه فسيح جناتك.. وأحسن عزاء أهله وأبنائه وبناته ومحبيه وعائلته الكريمة.. واجبر مصابهم وعظم أجرهم والهمهم الصبر والسلوان بفقيدهم الغالي، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.