د. سامي بن عبدالله الدبيخي
تسلط الضوء من جديد على الذروة النفطية مع استشراف مستقبل الطاقة واحتمال تقدم موعدها من 2030 إلى 2028م
أولاً وللتوضيح:
هناك من يؤمن بنظرية «الذروة النفطية» ونهاية عصر النفط الرخيص. وأصبحت هي الاتجاه السائد مع تسجيل أسعار قياسية للنفط في 2007 - 2008م… وتشير نظرية الذروة النفطية إلى أن هناك كمية بسيطة من النفط وهي آيلة إلى الزوال بحيث يصل الإنتاج إلى ذروته (حوالي عام 2030م) ومن ثم يبدأ بالهبوط كما حصل في أمريكا في السبعينات وأستراليا عام 2000م.
ويدعي مناصرو هذه النظرية أن «الاحتياطات النفطية مبالغ في تقديرها» لأن منظمة الأوبك تحدد الحصص الإنتاجية على أساس الاحتياطات المعلن عنها… ولكن منحنى التعلم البشري يوضح أن الذروة النفطية تم تقديرها وتوقعها مراراً وتكراراً، وكانت كل التقديرات والتوقعات خاطئة لأن «صناعة النفط» تطورت واستخدمت تقنيات حديثة جعلت من «حقول النفط غير الاقتصادية» مربحة .
ولا ننسى أنه يخرج من تقدير الاحتياطات Reserves كل نفط تكلفة إستخراجه أعلى من سعر السوق، ولكن يبقى كمصدر Resources يحكمه الزمن وتقلبات السوق وصناعة النفط وتقنيات استخراجه بسعر أقل.
وهنا مربط الفرس.. مع ارتفاع الأسعار هناك احتمال لظهور احتياطات نفطية أعلى وجنوح إلى مصادر طاقة أخرى غير النفط.
ثانياً:
من جانب الطلب على النفط، تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية (iea) إلى ارتفاع الطلب بمقدار (6 في المائة) خلال 2023 - 2028 وهذا يعادل (2.4) مليون برميل يومياً في 2023 و(400) ألف برميل يوميا في (2028).
وتوضح التوقعات عدم انتهاء عصر النفط وعدم اقتراب نهايته.
1. قطاع النقل يستهلك 50 في المائة والتعويل لتخفيضه يعتمد على مساهمة السيارات الكهربائية، وهي تشكل الآن 1.8 في المائة وفي 2030 ستصل في أحسن الأحوال 11 في المائة مع صعوبة توفير البنى التحتية لها في الدول النامية وأمريكا تحتاج (1) مليون محطة شحن وصعوبة تحقيق ذلك… لذلك سيستمر الاعتماد على النفط.
2. البتروكيماويات تشكل (40 في المائة) من نمو الطلب على النفط للفترة من 2023-2028م بجانب القطاعات الأخرى كالطيران والشحن.
ثالثاً:
احتياج العالم للطاقه مستمر وفي ازدياد دائم، وموارد الطاقة المتجددة لن تغطي الطلب، لذلك ستستمر الحاجة للوقود الاحفوري (وقود وغاز).
وأنا متأكد من أن الطلب سيظل على ارتفاع من دول مثل الصين، والهند، والبرازيل (تمثل نصف سكان العالم) وهي دول نامية ولا تملك القدرة على توليد الطاقه بطرق متجددة.
ومع ذلك لا ننسى أن قضايا الكربون والتغير المناخي تختلط فيها البيئة مع السياسة والاقتصاد.
رابعاً:
هدف «السيارات الكهربائية» هو تخفيض انبعاثات الكربون. والعالم يحتاج لتوليد أغلب احتياجاته من الكهرباء من موارد طاقة متجددة لتحقيق الهدف... وتوضح دراسات التقييم (LCA) عدم وجود أثر واضح وملموس لخفض الانبعاثات الكربونية على إجمالي سطح الأرض عند استخدام السيارات الكهربائية مقارنة بمركبات الوقود الأحفوري.
وبيئياً على مستوى العالم سيبقى نفس مستوى الانبعاثات الكربونية، أما على مستوى المدن فالسيارات الكهربائية لها القدرة على تخفيض الانبعثات لكنها لن تحل مشكلة الازدحامات المرورية. والحل يكمن في تبني النقل العام متعدد الوجهات والوسائط وتعزيز البيئة العمرانية الموجهة للأنسنة وجودة الحياة والمشجعة على المشي للوصول لوسائط النقل العام.
وكالة الطاقة الدولية (iea)