سالم بركات العرياني
في البداية علينا أن لا نحاكم أنفسنا، فهذه الحضارة التي نراها في إيدي الغرب كانت نتيجة حتمية للتطور الإنساني الذي بدأ منذ الإنسان الأول وحداثة البشرية، فهذا الإنسان المعاصر هو مجموع خبرات وتجارب قد مرت بها البشرية منذ الحضارة الرومانية القديمة مروراً بالحضارة الإسلامية التي شيدت قصوراً في بغداد وفي المغرب العربي وفي الأندلس أيضًا ليأتي المستقبل من أوروبا وأمريكا الشمالية.
هذا الإنسان تداورت الكثير من الفلسفات عليه، فمن فولتير إلى كارل ماركس إلى جان بول سارتر وهلم جرًا إلى أن نصل إلى نتيجة لا مناص منها وهي إفلاس الحضارة الغربية وإفلاس ما أتت به من فلسفات عقيمة كان جلها لأرباب الفكر اليهودي والماسوني الخبيث، فهذه على سبيل المثال الشيوعية كانت عصارة الفكر الصهيوني لكارل ماركس وفردريك إنجلز، وهذا جان بول سارتر وزوجته البغي سيمون دي بوفوار. فماذا قدم هذا المسخ من الأفكار والسياسات للعالم سوى الانحلال الأخلاقي والحروب والفتن في كل أنحاء العالم وبخاصة العالم الإسلامي والذي أتمنى من الحضارة الغربية الغارقة في الانحلال الأخلاقي والمادية أن تستحم بين الحين والآخر في إناء روحانيات الإسلام والشرق الجميل.
وحتى ندعم مقالنا هذا بالعديد من صور الإفلاس في الحضارة الغربية فهذه المرأة وهي نصف المجتمع كما نرى، نحن نرى دعوات التيار النسوي قد بدأت تنخر في هذا الرباط فبدأت في طمس هوية المرأة وطبيعتها الأنثوية التي تنتعش في ظل فطرتها والتي تحفظ الأسرة، فكيف تكون الأسرة في الغرب في ظل ضياع نصف المجتمع؟ علماً بأن المجاهد والمفكر الإسلامي علي عزت بيجوفيتش قد حذر من هذا الضياع في الهوية عند الغرب، ناهيك عن ارتفاع معدلات الانتحار عند الغرب والتفكك الأسري.
إنها سنن كونية تحكم التاريخ والعالم، فمهما بلغت الحضارة الغربية من علو مادي ومهما بالغنا في وصف أستاذية الغرب وتقدم الغرب التكنولوجي ستظل هشاشة الفكر العلماني تضرب في الصميم، وعلى النقيض فبدل أن تأتي هذه الحضارة بالنور المبين أتت هذه الحضارة بجاهليتها المقيتة لكي تهدم مبادئ الإنسانية الفطرية التي توارثتها الأجيال.
تطورت الدعوة النسوية في المجتمع العربي وذلك من أجل مساواة الرجل بالمرأة ورفع الظلم عن المرأة العربية، فظهرت العديد من الكتب للمفكرة نوال السعداوي والباحثة فاطمة المرنيسي علماً بأن الدعوة النسوية في العالم العربي أتت امتدادًا للحركة النسوية في أوروبا والتي اعتبرت الدين حركة للوراء إزاء المرأة.
كل هذا وناهيك عن سياسة الكيل بمكيالين التي يتبعها الغرب تجاه القضايا الإنسانية التي لا تخص العالم الغربي بشيء، وهذه القضايا كثيرة وقولنا أن الغرب مقبل على انهيار حتمي فذلك يرجع إلى هشاشة الفكر الغربي والذي هو نتاج فلسفات مادية أثبتت فشلها كما رأينا وسنرى في مقبل الأيام.