اطلعت على صحيفة الجزيرة العدد 12787 وتاريخ 20-9-1428هـ والذي تضمن مقالاً لوالدي -حفظه الله- يصف فيه مشاعره الأبوية الحانية في أول أيامي الدراسية، لم تغب عن ذهني تلك الكلمات التي كتبها والمشاعر التي نثرها والوصاية التي حملني إياها والتوجيهات التي أهداني إياها. كانت الأيام تمضي والشهر يتلوه آخر والسنين تتعاقب وذلك المقال لا يفارق ذهني وهاجسي، وبين وقت وآخر أكرر قراءته وأجدني أحمل على عاتقي ديناً ثقيلاً لكنه في رضى الله ثم الوالدين خفيف لطيف. انتهت مراحل الدراسة وتم قبولي بالجامعة والحمد لله كان يردد من قدي عندي بنت تدرس، فالجامعة وبين وقت وآخر يمازحني مشتاقًا أشوف شهادة الجامعة وكنت أقول في نفسي إن شاء الله تشوفها ومعها ما سيسعدك أكثر لكنه في آخر سنة كان يقول لي اتخيل مجرد خيال لو تحصلين على مرتبة الشرف أين سأكون هل سيكفيني الفضاء لاحتواء فرحتي، كنت ألزم الصمت وأقول له إن شاء الله تتيسر، وفي آخر يوم من اختبار الجامعة كنت على أعصابي أترقب النتيجة التي لم أخبره ببعض التفاصيل..
أبي ها أنا اليوم -والحمد لله- أهديك أكوامًا من ثمار ما غرسته في نفسي من معنوية عالية وأمنحك قطوفًا من سلال ورود الشكر على ما قدمته لي طيلة أيام الدرسة، اليوم يا أبي أوفي بوعدك وأنا أسير على الخطى التي رسمتها لي ودعواتك التي كانت ولازالت وستبقى بعد توفيق الله سر نجاحي في حياتي، اليوم يا أبتي أقدم لك شهادتي الجامعية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى وشهادة حسن سيرة وسلوك طيلة دراستي في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
شكراً أبي على مشاعرك الطيبة التي استشعرت من خلالها المسؤولية المبكرة واصل إلى ما حققته اليوم.