الرياض - واس:
في تجربة ثرية تعود بالأذهان إلى الحراك البشري قديماً في تبادل المعارف ومخرجات الإرث المادي للحضارات المتعاقبة، استوحت السعودية دنيا الدريبي في تصاميمها الداخلية بعداً فنياً يرتكز على معطيات الماضي. واستندت الدريبي في أحد أعمالها على معطيات «النقوش الثمودية» فجعلت من المكان واحة معرفية تجمع بين الماضي بقالب عصري، وتصف تجربتها بأنها انعكاس لشغفها المتولد من الصغر فقد اعتادت على التأمل في النواحي المعمارية حيث نشأت في بيئةً تتراكم بها المعرفة العمرانية وانشغلت بعلوم الهندسة المعمارية، فكانت تنجذب وتعاين عن قرب لما تشاهده حولها مثل فنون البناء التقليدي النجدي وزخارف أبوابه، والرواشين الحجازية، ومثلها الكثير من خلال زياتها للمواقع التاريخية حول العالم، لتسافر معها عبر الأزمان في رحلة إلهام بالفنون المعمارية، إلى أن كبرت وكبر معها حلمها وأملها حتى سنحت لها الفرصة اليوم بممارسة شغفها وجعلها مهنة تجمع بين الهواية والطموح لا سيما أنها عكفت على دراسة «التصميم الداخلي» وتحمل درجة البكالوريوس من جامعة الأمير نورة بنت عبدالرحمن بالرياض.
وجاءت تجربتها بتوظيف «النقوش الثمودية» بعد زيارتها للمرة الأولى لمحافظة العُلا، ومشاهدة النقوش المتعددة فكانت لحظات على حد قولها مبهرة في تفاصيلها ورموزها المنقوشة على الصخور والجبال لتشكل أمامها مرجعاً تاريخياً تستحضر من خلاله أعمالها في مجال التصميم والديكور الداخلي وهو ما عملت على تنفيذه في أحد مشاريعها، في أسلوب مغاير لما ألفت عليه فنون التصميم الدارجة بأبعادها العصرية.
وتؤكد المصممة الدريبي أن أعمال التصميم تنبثق من مخزون مادي وهوية تؤطر في مجملها ثقافة وفنون المجتمعات والشعوب وتسخيرها في قوالب مندمجة مع معطيات العصر، في الوقت الذي يلتزم فيه المصممون بشكل أساسي بمعايير ومضمون الاتصال المعنوي والارتباط العاطفي وليس التشابه الشكلي أو الهندسي.
وتعكس التصاميم في مجمل زواياها شعوراً معيناً يحيط بمرتاديه مثل الهيبة والسعادة والحنين والدهشة؛ وتشير إلى أنها تحرص على رصد جميع انطباعات ومشاعر زوارها في كل مشروع تصممه، لتتمكن من فهم أثر الأركان الهندسية.