لو سُئلت قبل سنة عن احتمالية قدوم ميسي للهلال لقُلت بأنها فرضية أقرب إلى الخيال من أن تحدث، وبعدما شاهدنا هذا التحول والقفزة التاريخية لكرة القدم في السعودية بفضل الله ومن ثم رؤية عرابها سمو سيدي ولي العهد باتت هذه الفرضية ممكنة، بل قاب قوسين أو أدنى من أن تتم، ولو سُئلت أيضاً كيف تعوض الإدارة الهلالية مسألة عدم قدوم ميسي؟ لقُلت كغيري بأن يتعاقد مع نجم عالمي ينافس ميسي على الصعيدين الجماهيري والتسويقي، وإن بحثنا فلن نجد بعد رحيل رونالدو للنصر سوى البرازيلي نيمار الذي يحظى بهالة إعلامية وجماهيرية وتسويقية هائلة والمثقل أيضاً بالإصابات في كل موسم، وما يرجّح هذه الخطوة من أن تحدث هو أن الجماهير تعلقت بهذا الأمل طوال الستة أشهر الماضية ووجود منافسه كريستيانو مع منافس الهلال مما أحدث عدم قدوم ميسي صدمة عاطفية لدى بعض الهلاليين، ومع ذلك فقد أحسنت الإدارة التعويض ولم تنجرف خلف العاطفة وأدركت أن احتياج الفريق أكبر من مجرد قدوم لاعب مهما كان اسمه، أدركت بأن هذا الفريق بحاجة إلى تقليل معدل الأعمار فيه وبقيمة لاعب كميسي يستطيع الهلال تعويضه بعدد من الصفقات القادرة على تحويل الهلال إلى فريق يواكب هذه النقلة في رياضتنا، فقدوم ميسي قد يجر معه التعاقد مع عدد من أساطير برشلونة «كبار السن» كبوسكيتس وألبا ولما لا راموس وسواريز ليتحول الهلال إلى فريق مثقل بالأساطير لكنه عاجز داخل الملعب.
إن سألتموني عن خطوة ما بعد ميسي حينها قد أتحدث بلسان الهلالي وأقول لاعب «ماركة» كنيمار أو غيره، ولكن الإدارة الهلالية حيّدت العاطفة وهنا تأتي الحكمة ويحضر العقل عند اتخاذ القرار، إن نجحت مساعي الإدارة بجلب بيرناردو سيلفا وميتروفيتش بعد إحضار نيفيز وكوليبالي وسافيتش فأستطيع القول بكل ثقة بأن عدم قدوم ميسي «خيرة» للهلال لأنه كان بحاجة للتجديد ومنذ مدة والتعاقد مع ميسي على الرغم من مكتسباته الهائلة إلا أنه قد يعوق هذه العملية، إن طمع المشجع بمكتسبات قدوم ميسي من تسويق لاسم الفريق وشعاره وقميصه فأجيبه بأن الدوري السعودي من الآن سيكون حديث العالم ومتابعاً من الجميع وإن استمر الهلال كما عهده محبوه صديقاً للذهب فستتحقق كل هذه المكاسب.. هي تأجلت فقط ولم تذهب.
رسالتي للهلاليين: (ميسي أعظم ما شاهدته عيني في الملاعب ولكن مستقبل الهلال أهم).
** **
- محمد العويفير
@owiffeer