د.عبدالعزيز الجار الله
الزيارة الرسمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الاثنين الماضي 17 يوليو 2023م، إلى المملكة، الوجهة الرسمية الأولى له بعد فوزه في انتخابات الرئاسة، أيضاً اللقاء التشاوري (18) لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى الذي انعقد يوم الأربعاء الماضي في جدة 19 يوليو 2023م هي لقاءات سياسية اقتصادية توضح النهج الجديد الذي تتبعه المملكة في تفعيل العامل الاستثماري والتعاون الإقليمي التنموي بين دول غرب آسيا ودول آسيا الوسطى عبر تعزيز الاستثمارات بين دول الشرق الأوسط كون آسيا الوسطى فعلياً ضمن دائرة الشرق الأوسط الكبير.
جولة الرئيس التركي الخليجية التي بدأها من السعودية تلتقي ضمن مشروع التنمية العامة التي تمر بها المنطقة من خلال تعاون دول المنطقة مع بعضها دون أن تمر عبر القوى الخمس الكبرى، وهذه فرضها الظرف السياسي الذي يعيشه عالم اليوم بعد حرب أوروبا فبراير 2022 الغزو الروسي لأوكرانيا، والتي تحدث صياغات وطروحات جديدة في العالم، حيث أصبح لكل دول إقليمية تعاونها في الدفاع عن نفسها وتنمية استثماراتها وتعزيز صداقاتها.
زيارة الرئيس التركي يوم الاثنين الماضي في جدة غرب المملكة في محور البحر الأحمر وامتداده الشمالي قناة السويس، وشواطئ تركيا على البحر الأبيض المتوسط، وكذلك اللقاء التشاوري (18) لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى الذي انعقد يوم الأربعاء الماضي في جدة وهي دول الخليج العربي وامتدادها الشرقي دول آسيا الوسطى، يؤكد أن المملكة ماضية في سياسة استثمارية جديدة في تفعيل المحورين:
- المحور الغربي : دول البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
- والمحور الشرقي دول الخليج العربي ودول آسيا الوسطى.
عبر جسر استثماري يربط بين غربي المملكة بشرقها، لكل محور استثماراته ومشروعاته وخططه، فالبحر الأحمر يجمع دول أوروبا والشمال العربي الإفريقي وبلاد الشام، وشرقي إفريقيا، أما الخليج العربي فإنه يجمع دول جنوب وشرقي قارة آسيا ودول المحيط الهندي والعراق وإيران وأذربيجان وجورجيا وشرقي أوروبا.
إذن المملكة تقود التنمية في المنطقة، تنبهت لها باكراً، وكانت دول المنطقة غارقة في صراعات الربيع العربي وانعكاساته السياسية والاقتصادية عليهم، والدول الإقليمية تتحين الفرص للانقضاض والاستفادة من حالة الفوضى، لكنها استيقظت بعد زمن تعقدت فيه القضايا، وهذا يحسب للمملكة التي بادرت دون تردد لتسرع عجلة التنمية.