ميسون أبو بكر
قبل أعوام تحديداً في 2014 كتبت مقالاً بعنوان «مهرجان عربي في كان» وأشرت وقتها أن المهرجان لم يكن سينما ولا فنياً بل كان لاستعراض السيارات وملابس المصطافين العرب الذين بالغوا في استعراض الماركات الغالية من الملابس والساعات والسيارات وقد تجمهر السياح الأجانب وأهل المنطقة حولهم في الفنادق الكبرى والمقاهي والمطاعم يشاهدون البذخ والمبالغة في الموضة، وبعد مقالي بساعات حدثت سرقة أحد الأثرياء والتي تكبدها تهديداً لحياته وقتها حيث كان في سفر بين مدينتي كان وباريس ذلك الوقت، واليوم في موسم العطلة والسفر التي وجهتها الأولى أوروبا كثرت عمليات النشل والسرقة التي تستهدف الخليجيين بشكل خاص وقد كانت في الطرقات ومحطات الطائرات والقطارات وتعدتها للسرقات التي تمت في الشقق المستأجرة والفنادق بطرق احتيال قد سهلتها عادات السواح العرب ورفقتهم لبعض الأشخاص كالسائق وأصحاب من المنطقة تعرفوا عليهم للتو وشوهدوا معهم في أماكن كثيرة ومنهم حسب قصص السرقة التي تابعناها على وسائل التواصل الاجتماعي عادوا للفندق وطلبوا نسخة من المفاتيح باعتبارهم رفقاء النزيل وسرقوا محتويات الغرفة، وهذا يضع المسافر أمام مسؤولية كبيرة وحذر ممن يرافقونه ويصطحبهم معه إلى مقر سكنه.
طيبة العرب تقودهم لائتمان البعض وهذه خصلة غير موجودة في الغرب؛ حيث لديهم نسبة الحذر عالية واحترام الخصوصية وعدم إحضار الآخرين لمقر سكنهم والاكتفاء بكوب قهوة أو تناول العشاء خارج المنزل.
حدثت معي قصة غريبة عجيبة قررت بعدها ألا أدعو أحداً لمنزلي لتناول العشاء، حيث كنت أحب أن يتعرف الأصدقاء في أوروبا إلى عادات المملكة العربية السعودية وطرق الضيافة والقهوةالسعودية ثم الكبسة والأكلات السعودية الأخرى، وفي إحدى المرات دعونا جيراننا الذين عرفناهم منذ عشر سنوات وربما كانت الدعوة بعد العشرين للعشاء - ليست المرة الأولى- وكنت أستخدم فلفل - شقراء- كزينة للكبسة والتقطها وأكلها واضطررنا لإحضار الإسعاف لأنه ظن أن لديه خطباً ما في قلبه بينما المشكلة كانت في معدته، وأخبرتني صديقتي المحامية أن هذا الشخص يمكنه مقاضاتي، ومن هنا بدأت أبحث وأقرأ عن الأنظمة والقوانين لكي أتقيد بها لأن العواقب في الغرب وخيمة ولا تعتبر هذه كحادثة يمكنها أن تمر بسلام وعفوية.
الأمان الموجود ولله الحمد في بلادنا غير موجود في أي بقعة أخرى من العالم، لذلك حين نقررالسفر لا بد أن نراعي الحالة الأمنية لتلك الدول وأن نتبسط فيما نحمل من ملابس بخاصة أن الأجواء حارة جداً ونحتاج ما خف حمله ولبسه، وما لا يجعل حياتنا في خطر الاعتداء وأغراضنا معرضة للسرقة.
أرجو أن يصل مقالي هذا - للمهايطين- الذين جعلوا من أنفسهم فرجة للآخرين وهم ينشرون سناباتهم التي يلتقطهم عبرها اللصوص في المنطقة، وإجازة سعيدة وآمنة للجميع.