عبده الأسمري
تتباهى الحلل الثقافية على محيا «الإنتاج» وتتماهى ما بين «عنوان» معلن و»تفصيل» منتظر..
تأتي «الرواية» كابنة بارة للثقافة توزع إضاءات «الوفاء» وامضاءات «الاستيفاء» على طبق من «عجب» لترتب «مواعيد» الانتظار على «أسوار» الصدور.
بدأت كتابة روايتي «توابيت» منذ أشهر طويلة وتوقفت خلالها لفترات باحثاً عن «شخصيات» منتظرة في «قالب» السرد و»أحداث» مستجدة في «قوالب» الجذب موليا قبلة «المرويات» قبالة «الحنين والأنين واليقين» معاً في اتجاهات ثلاثة تضع الإنسان أمام «حقائق» و»دلائل» و»وقائع» استلهمت من «الزمن» حتمية التحول وانتهلت من الأماكن «فرضية الثبات.
تدور الرواية وتعود تفاصيلها إلى عهد خيم فيه ظلام الظروف وإلهام الفطرة وألم الفقر كانت التوابيت خلاله «عنوانا» لكل تفاصيل الوجع ونهاية حتمية لشتى مفصلات «الواقع» المخطوف إلى فجائية الغياب وفاجعة الحزن في قرية «العجائب» وسط أرض تعرف الحياة من خلال الأكل والشرب وتتعرف على الوفاة مع كل شهقة رحيل مبهمة لا يفسرها سوى «المكلومين» بالفقد بمنطق الطبيعة ومنطلق التجربة وستتركز مفصلات «الرواية» على وجود نساء مدججات بالصبر مسكونات بالجبر ناهلات من ذاكرة «الفجيعة» منتهلات من استذكار «التوجس».
وتدور فصول الرواية وسط أماكن شكل الموت فيها فصلا خامسا يجاور الفصول الأربعة تداخلت فيها شجون القهر وشؤون الفقر ومتون العبر لتشكل وقائع متعددة فضفاضة ارتدت «الأساطير والحقائق» وتلحفت بالنكران والخذلان ثم امتدت الحكايات الى أجيال متجددة اتخذت من المرويات المتوارثة سبيلاً إلى زيارة المعالم الأولى رغما عن «أنف» الحضارة والبحث عن «حكايات» الجدات المحفوظة في صدور الأمهات العابرات على عتبات «التزامن «.
ترتبط المشاعر الإنسانية والاتجاهات السلوكية مع مقتضيات «الرواية» وفق الشعور بالأحداث والتواؤم مع المعطيات والتفاصيل المتلاحقة في «دوائر» الحكايات والمرويات..
تحمل العديد من الروايات ومنها روايتي إيحاءات باتجاه الحزن وتأكيدات نحو الألم ولكن «توابيت» تعكس قوة الإنسان ومساعي الصبر ودواعي الجبر والتي تعكس «صلابة» المقاومة أمام «مهابة» الظروف مما يجعل القارئ في دوائر من «العطف» المرتبط بالعصف الذهني الذي يختلج عقله في الانتقال بين فصل وآخر ومصائر من «التعاطف» المقترن بالتالف الذي يجتاح داخله أثناء التفكير في شخصية وأخرى.
من أهم مقومات فن «الرواية» أن يمنح الروائي السلوك الإنساني مساحة من «التأقلم» مع تحولات «الأحداث» وأن يوظف «الكفاءة» الأدبية في خدمة التسلسل بعيداً عن الاهتمام بالحدث على حساب الشخصية ليكون الأجدى أن يبحث عن «تفاصيل» جديدة تملأ ذهن «القارئ» بدوافع الفضول للبحث عن تنبؤات «الفصول» في «حبكة» واجبة للمضي بالإنتاج الى حيث «الابتكار».
في «توابيت» حضر «الإنسان» كمحور للأحداث ومنطلق للأحاديث وكانت «الشخصيات» في «صراع» مقرون بفرضيات «العيش» وحتميات «التعايش» وتجلت في سماء «الرواية» المعاني الإنسانية والقيم الادمية في «رأب» صدوع الأحزان و»سد» ثغرات» المواجع وظلت «الشخصية» الرئيسية ماضية في صناعة «صروح» من اليقين رغما عن ويلات «الأنين» ولعبت «البيئة» القاسية و»الظروف» العائلية والسمات الذاتية لأخرين في فتح «أبواب» من الصدمات التي شكلت «تعابير» مؤلمة من الخذلان تحولت الى «تباشير» لاحقة من السلوان الذي كان بمثابة «المنحة» الربانية ومثوبة «الهبة» الإلهية التي أسهمت في زراعة «السداد» على أرضية من الرماد.
في اللمسات الأخيرة لفصول «توابيت» العديد من «الإجابات» التي أخفت «البؤس» وأظهرت «الفرج» على «بوابات» الانتظار الأخير وكان «السر» الخفي و»الجهر» المعلن في فلسفة «الإثراء» الذي مد الشخصيات برصيد من الحرية للتحرك ضمن «بصائر» الأحداث وظل الاعتماد على «الاستقراء» الذي أخرج «الرواية» من قيود التقليد والروتين إلى مساحات «حرة» من المحاكاة والمجاراة لتبعيات «الزمن» وحركة «السلوك» في مسارات «العمر» وسط لغة اقتربت من «الشعر» واقترنت بالشعور وتسلحت بالجاذبية اللغوية والفصاحة اللفظية والعبارات المسبوكة بالحصافة والمحبوكة بالثقافة.