يا غائباً في الثرى تَبلى محاسِنه
الله يُوليكَ غُفراناً وإحسانا
الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الخميس 11-12-1444هـ وقد أديت الصلاة عليه بعد صلاة عصر يوم الجمعة 12-12-1444هـ في جامع الملك خالد بأم الحمام في الرياض، ثم حُمل إلى محافظة حريملاء مهوى رأسه حيث وُورِيَ جثمانه الطاهر بمقبرة «مشرفة» في حريملاء بحضور عدد كثير داعين له المولى بالرحمة وطيب الإقامة في مضجعه إلى نهوض جميع الخلائق ليوم الحساب.
وقد كانت ولادته في حريملاء عام 1355هـ ونشأ بين أحضان والديه وأخته، وبعد بلوغه السابعة من عمره ألحقه والده في إحدى مدارس الكُتَّاب لقراءة القرآن الكريم، وحفظ ما تيسر منه.. وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وعند بلوغه العاشرة من عمره توفي والده - رحمه الله - فاعتمد على نفسه وذلك بالعمل وكسب ما يغنيه عن الناس حيث أصبح هو العائل لوالدته وأخته.
وإنّما رجلُ الدُّنيا وواحِدُها
من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على (أَحدِ)
فأخذ يعمل بالأعمال المتاحة له آنذاك إلى أن بلغ السادسة عشرة من عمره، حيث توفيت والدته - رحمها الله - بعد ذلك انتقل إلى الرياض وعمل في بناء بيوت الطين، إلى أن التحق بالعمل الحكومي في عام 1380هـ، في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشؤون الموظفين، وخلال تلك الفترة حصل على الشهادة الابتدائية الليلية عام 1388هـ، واستمر في العمل إلى أن تقاعد في عام 1415هـ، ثم عمل لاحقاً كمراقب في شؤون المساجد، وكان - رحمه الله - له دور في بناء وترميم بعض المساجد شمال الرياض وخاصة المسجد المجاور لسكنه في حي الغدير، حيث ساهم في بنائه والإشراف عليه إلى أن أكتمل بناؤه، كما أن له مساهمات في أعمال البر من صدقات وتفطير للصائمين والعطف على الضعفة والمساكين، نسأل الله أن يكون ذلك في موازين حسناته. وكان - رحمه الله - باراً بوالديه واصلاً لرحمه وجمع الأقارب في المناسبات ومداوماً على زيارة كبار السن وعيادة المريض.
وقد عانى مع المرض الذي دام قرابة الأربع سنوات ملازماً السرير بأحد مستشفيات الرياض إلى أن فاضت روحه الطاهرة ليلة الجمعة وكنت أزورهُ أثناء مرضه بين الفترة والأخرى.
ولي مع أبي إبراهيم ذكريات جميلة لا تغيب عن خاطري مدى الأيام، كما قد جمعتنا به الرحلة العلاجية في بداية السبعينات الهجرية في مستشفى أرامكو في الظهران عدة أيام حينما كان مرافقاً لوالده رحمهم الله.
وقد كانت صلتنا بأبي إبراهيم مستمرة في تبادل الزيارات التي كان يتخللها الأحاديث الشيقة والذكريات الجميلة معه، وقد خلّف ذرية صالحة بنين وبنات، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أبناءه وبناته وأسرة البراهيم ومحبيه الصبر والسلوان.
هَنيئاً لَهُ قَد طابَ حَيّاً وَمَيِّتاً
فَما كانَ مُحتاجاً لِتَطيِيبِ أَكفانِ
** **
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف