عبد العزيز الهدلق
لم تنفك مجموعة من الأندية السعودية من الوقوع تحت طائلة عقوبات الفيفا ومحكمة كاس الدولية منذ سنين عديدة.
وقد حاولت الرئاسة العامة لرعاية الشباب، الهيئة فيما بعد، وزارة الرياضة حالياً وضع حد لتجاوزات هذه الأندية ومخالفاتها الإدارية والمالية والنظامية، ولكن بلا فائدة، حيث تصر هذه الأندية على ارتكاب المخالفات والتجاوزات بلا خوف ولا خشية من تطبيق أنظمة رادعة.
ولعل الجميع يتذكر زمن المخالصات المالية، التي كانت تفرض على الأندية تقديمها حتى يسمح لها بالتسجيل, واليوم مع استراتيجية دعم الأندية ومبادرة الكفاءة المالية، لازالت تلك الأندية تخالف وتتجاوز ولكن العقوبات عليها لا تطبق.
ومنذ سنوات طويلة ونفس الأندية التي يعاقبها الفيفا ومحكمة كاس، هي نفسها لم تتغير، ولم يتعدل سلوكها الإداري والمالي. مهما كانت العقوبات فالمخالفات تعود من جديد.
وأحياناً يقول «المراقب» للوضع إن تلك الأندية محقة في مخالفاتها فهي تجد كل دعم محلي وتجد تسديداً لديونها وقضاياها الخارجية باستمرار. فلماذا تغير سلوكها؟
ولم ينجح أي نظام أو قانون أو مبادرة في الحد من قضايا الأندية الخارجية، أو الحد من العقوبات الدولية. فالمخالفات مستمرة وباقية وتتمدد.
لذلك فإن التفاؤل كبير بأن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة سيكون هو الحل النهائي لتجاوزات تلك الأندية، ذلك أن دخول خمسة أعضاء من الصندوق ضمن مجالس إدارات الأندية الأربعة سيكون بمثابة الضمان لمنع أي تجاوزات مالية أو إدارية لأي نادٍ. وستتوقف شكاوى المدربين واللاعبين الأجانب ضد الأندية، وستتوقف العقوبات.
لقد دخلت أنديتنا مع الصندوق عهداً جديداً مع الحوكمة، القائمة على النزاهة والشفافية، والإنفاق الرشيد. وانتهى بذلك زمن الفوضى المالية، والفوضى القانونية، وتبديد الأموال دون حسيب ولا رقيب. وانتهى زمن الميزانيات الورقية، الوهمية. وأصبح كل ريال يدخل خزينة النادي معلناً ومعروفاً مصدره، وكل ريال يخرج معلناً ومعروفاً اتجاهه.
لقد سعت وزارة الرياضة وحاولت تعديل مسارات بعض الأندية وتطوير العمل الإداري بها من أجل الانتقال نحو الخصخصة التي هي إحدى مستهدفات رؤية المملكة 2030، ولكن بلا فائدة، وظلت خصخصة الأندية السعودية مشروعاً مؤجلاً، في ظل رفض إدارات الأندية التجاوب مع دعوات وزارة الرياضة وبرامجها ومبادراتها. لذلك كان لابد لتحرك قوي من القمة يجبر الأندية إجباراً على التجاوب والمتاهب مع مستهدفات الوزارة، ومستهدفات الوطن. فكان استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على هذه الأندية هو الحل، حيث ستكون البداية بتعديل مسارات هذه الأندية إدارياً ومالياً وتطوير أنظمة العمل الداخلية، ثم الانتقال لمرحلة الخصخصة.
وسيشهد تاريخنا الرياضي أن هناك أندية ظلت تدور في محيط المخالفات والتجاوزات والعقوبات الدولية حتى استحوذ عليها صندوق الاستثمارات العامة، وهناك أندية استحوذ عليها الصندوق ذات تاريخ ناصع، في الالتزام والامتثال، وتطبيق مبادئ الحوكمة، وسمعتها لدى المنظمات الرياضية الدولية كالذهب.
والجميع يتطلع بأن تشكل هذه المرحلة نقلة نوعية كبرى في ممارسة كرة القدم بالمملكة، وتطوراً في طرق وأساليب إدارتها.
زوايا..
** غالبية تعاقدات أنديتنا في خطي الوسط والهجوم، بما يشير إلى أن نسبة تسجيل الأهداف الموسم القادم ستكون عالية في معظم المباريات، وسيشهد الموسم نتائج قياسية وأرقاماً عالية عندما تلتقي الفرق الكبيرة بالأخرى الضعيفة والصاعدة.
** لا أتفق مع بعض الدعوات الهلالية بالتعاقد مع حارس مرمى أجنبي، فلازال عبدالله المعيوف أسداً في مرماه، وهو أفضل من كل الحراس الأجانب في أنديتنا الموسم الماضي.
** مع تصاعد استقطاب الأندية السعودية للنجوم العالميين بدأت المفاوضات تتجه نحو الصعوبة أمام المفاوض السعودي نظراً لمغالاة الأندية الأوروبية ومحاولاتها استغلال هذه التوجه السعودي برفع أسعار اللاعبين إلى أرقام فلكية. وهذا السبب هو الذي جعل وتيرة التعاقدات تتباطأ.
** أتوقع أن تنتهي فترة التسجيل الحالية دون أن يتمكن الهلال من ضم لاعب أجنبي من الفئة A. وعلى الهلاليين تقبل هذا الواقع، ودخول المنافسات بما لديهم من عناصر.
** ورد في خبر نشرته «عكاظ» بأن نادي النصر في طريقه للتخلص من بيتي ومشاريبوف بالتنسيق مع الجهات المسؤولة, وفي هذا الإطار أتمنى من إدارة الهلال أن تتخلص أيضاً من بيريرا بالتنسيق مع الجهات المسؤولة ذاتها.
** المبالغ المدفوعة من أجل استقطاب كريستيانو رونالدو للنصر، وكريم بنزيمه للاتحاد ألا يستحق الهلال مثلها لتدفع من أجل استقطاب لاعب من نفس الفئة تحقيقاً لعدالة الاستقطابات؟
** يقولون إن بيريرا يحب الهلال, ما أدري بيتي ومشاريبوف من ثلاث سنين وش قاعدين يسوون؟