د.نايف الحمد
«رياح عاتية تلك التي هبت في سماء الكرة السعودية وحوّلت هذا الصيف لكتلة من اللهب يتقاذفها المشجعون والأندية والإعلاميون حتى بات هذا الصيف يغلي تحت وطأة شغف الجماهير ورغبة مسيري الأندية في الحصول على الحصة الأكبر من كعكة الانتدابات وتسجيل أهم الانتصارات والفوز بأقوى الاستقطابات.
«صراع مرير لم يقف عند حدود المناكفات المحلية بل وصل صداه للعالمية، حتى أصبح التعليق على التحركات السعودية في سوق الانتقالات الصيفية يغري المسؤولين واللاعبين في القارة الأوروبية؛ تعليقات شابها الاستنكار مرة والذهول مرات, ولم تخلُ من غيرة أو حسد بدت واضحة على ألسنة بعضهم.
«في سنوات مضت كان الصيف يمر رتيباً مملاً لعشاق الكرة، ينتظرون عودة الساحرة المستديرة ويعدون الأيام من أجل هذه العودة، لكن ما حدث من نقلة نوعية حوّل الميركاتو الصيفي إلى صراع من نوع آخر وسباق من أجل الظفر بخدمات أفضل اللاعبين على مستوى العالم حتى أن بعض اللاعبين اختار وجهته إلى صحراء السعودية وفضلها على أعتى الأندية الأوروبية.
«في تقديري أن الفوارق بين الأندية الكبرى في ظل استحواذ صندوق الاستثمارات العامة عليها ستتقلص فيما يتعلق بالملاءة المالية وفي استقطاب اللاعبين وقيمتهم الفنية، لكن الفوارق ستظهر في جوانب أخرى تتعلق بالعقلية الإدارية والبيئة الرياضية والإرث والتمرّس ودور المشجعين في تلك الأندية.
«الهلال يتسلّح بالعمل المؤسسي والجماعي ويعتمد في سياسته على ذوبان الفرد داخل المجموعة، كما يُعد إرث النادي وقوة جماهيره من أهم محفزاته في بقائه كأقوى المنافسين على البطولات.. بينما يتسلح النصر بأسماء لاعبيه الكبيرة من الأجانب الذين يأمل أن يعيدوا للفريق بريقه بعد أن خفت لسنوات، وتحديداً منذ عام 2019م.. في حين أن الاتحاد سيستفيد من استقرار جهازه التدريبي وبراعة نونو سانتو في توظيف الاستقطابات الجديدة التي ستحدث نقلة كبيرة، واستثمار ما تحقق من مكتسبات في الموسم الماضي، إضافة للدعم الجماهيري الذي سيجده العميد من أنصاره.. أما الأهلي فأتمنى أن ينجح في عمل توليفة قوية قادرة على المنافسة في ظل دعمه بالعديد من الصفقات العالمية، وأعتقد أن جماهير الراقي ستستحوذ على النجومية، وعلى الإدارة أن تكون في مستوى تطلعات هذه الجماهير.
نقطة آخر السطر..
«ما يجري على خارطة الكرة السعودية إنجاز يشبه الإعجاز.. فوصول هذا الكم من اللاعبين العالميين لم يكن ليخطر على بال مشجع أو يحلم به.. لكن أكثر ما يؤرق الشارع الرياضي مدى استعداد الاتحاد السعودي لإدارة هذه المنظومة بطريقة تتناسب مع هذا الزخم الكبير في ظل ما تقدمه الدولة من دعم ورعاية للوطن وأبنائه من خلال هذا المشروع الكبير.