كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المقالب عبر السوشال ميديا وقد انتشرت بشكل كبير في أوساط المجتمع بحثا على أكبر عدد ممكن من المشاهدات وهناك الكثير من القنوات على منصة اليوتيوب موجهة للأطفال جعلت المقالب محتوى رئيسا لها وهذا يعد أمرا غاية في الإسفاف وبالتي يكسب الأطفال عادات سيئة من المتوقع أن يقوم بمثل هذه التصرفات مع أهاليهم داخل البيوت وينتج عنها عدة أمور هم في غنى عنها.
مؤخرا سادت حالة من الغضب والاستهجان بين مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي بعد ظهور مقطع لشابين يقومان بعمل «مقلب» في شاب سوداني الجنسية داخل مركبة يقودها شاب والآخر كان يرتدي زيا نسائيا وقام بإغواء الضحية بإيحاءات مخالفة للآداب العامة وللأسف تم نشر ذلك المقطع عبر القناة الخاصة بهم ولاقى رواجا واسعا جدا.
وقد أوقع ذلك المقطع الضرر على الشاب السوداني وتسبب في خلافات عدة بينه وبين ذويه هناك في السودان وقد ظهر الشاب في مقطع خاص به معقبا على ما لحقه من ضرر بعد انتشار الفيديو وأطلق عدة عبارات مؤلمة صراحة منها أن أبناءه يرفضون الحديث معه بعد ذلك المقطع مضيفا بأنه تسبب في تشوه سمعته في السعودية والسودان.
أما الخبر سار هو بناءً على ما تم رصده من قبل الرصد النيابي أمر النائب العام بالقبض على الشابين وتحريك الدعوى الجزائية بحقهما تمهيدا لإحالتهما إلى المحكمة المختصة والمطالبة بالعقوبات الرادعة»، بعد القبض عليهما، أثمن دور النيابة العامة وما قامت به من رصد لهذه المخالفة ويجب أن تكون هناك عقوبات رادعة كفيلة بالحد من انتشار مثل هذه التصرفات.
هناك الكثير من المقاطع المنتشرة تحت مسمى (المقالب) في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير جدا من قبل بعض المؤثرين عبر حساباتهم الخاصة وهناك بعض القنوات لبعض العائلات التي تبث حياتها الخاصة من داخل منازلها وتوثق يومياتها ومغامراتها بمحتوى ركيك جدا يتخلله الكثير من الممارسات الخاطئة والسلوكيات السيئة من ضمهنا (المقالب) علما بأن تلك القنوات خاصة بالأطفال وهذا أمر يجب إيقافه.
أخيراً أقول بأن ما تقوم به النيابة العامة من رصد المخالفين وإحالتهم للقضاء سيسهم بكل تأكيد بالحد من انتشار مثل هذه المخالفات وعلى الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع أن تكثف الجهود في مراقبة القنوات الموجودة في وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا تلك الموجهة للأطفال للحفاظ على سلامة المحتوى المقدم.