عبده الأسمري
ما بين «المتاعب والمناصب والمراتب» ركض بين مدارات الاعتزاز ومسارات الإنجاز ومن بصائر «اليقين» جنى مصائر «التمكين» في مسيرة اعتلت «صروح» الضياء في قلب «الذكر» وقالب «الشكر».
ارتهن إلى «صوت» الموهبة ونداء «الهبة» في أعماقه فرسم «سعة» الأمنيات بحدود مفتوحة تجاوزت مساحات «التوقع» وارتدى جلباباً فضفاضاً من «الاستطاعة» مطرز بقوة «الذات» وسطوة «الإثبات» فجنى ثمار «السمعة» ببراهين «القدرات» ومضامين «الاقتدار».
كتب جملته الاسمية من مبتدأ «الكفاح» وخبر «الصلاح» فكان الرياضي المذكور في «حراسة «المرمى والقيادي المشكور في «سياسة» التخصص والريادي المحنك في «فراسة» التخطيط.
رتّب مواعيده المبكرة على «أسوار» الأماني مجللاً بروح فتية ونفس ندية حتى سبر «أغوار» التفاني واجتاز خطوط «النهايات» بأنفاس أصيلة كان فيها «الفارس» المتمكن و»الممارس» المتقن و»المتوج» المستحق.
إنه رئيس شركة أرامكو السابق وكبير الإداريين التنفيذيين عبد الله بن صالح بن جمعة أحد أبرز قيادات الشركات في الوطن والخليج.
بوجه تعلوه سمات «التروي» وصفات «التيقن» وملامح تسطع منها «ابتسامة» المحيا و»استدامة» السرور مع تقاسيم تتشابه مع والده وتتقاطع مع أخواله تعكس أصول «الأسرة» وفصول «العائلة» مع شخصية جميلة الوصال نبيلة التواصل زاهية «الحضور» وباهية «التواجد» وأناقة وطنية تعتمر «البياض» الذي يتواءم مع داخله المعتق بالصفاء والنقاء وتزدان بالألوان التي توازي تنوع أفكاره وتطور أهدافه وتجدد رؤيته وكاريزما فريدة مقامها حسن الخلق ونبل التعامل وقوامها لين الجانب ولطف المعشر وصوت جهوري خليط من عبارات «تخطيط» واعتبارات «تنفيذ» تتداخل معها لهجة وطنية عامرة بالانتماء ولغة مهنية غامرة بالنماء مع خطاب قويم مكتظ بمفردات فصيحة القول حصيفة اللفظ وحضور طاغٍ بعناوين «الريادة» ومضامين «القيادة» ومتون «الاعتبار» وشؤون «القرار» قضى بن جمعة من عمره عقوداً وهو يملأ أركان شركة الزيت العملاقة بأصداء الانفراد ويهدي للوطن بشائر السداد ويمضي بقافلة «التكليف» إلى مرافئ «السيادة» ويمنح للأجيال من «ورثة» الإدارة التنفيذية مناهج «النجاح» ومنهجيات «الفلاح» قيادياً وتنفيذياً وموجهاً ووجيهاً وصاحب رأي ومالك صلاحية ورأس هرم وصانع إنجاز ترك اسمه نجماً في سماء الأثر وأبقى صداه وسماً في أفق التأثير.
في مدينة الخبر الدرة المتوهجة على الساحل الشرقي المكنون بخزائن «الإنتاج» البشري وزف العمالقة إلى أعراس «التنمية» ولد عام 1941 في مساء شتوي وملأ النبأ المبارك مساكن «الطيبين» واتجاهات «الجيرة» بتباشير «الفرح» وارتسمت تعابير «البهجة» على محيا والدته ووالدته اللذين وزعا «الدعوات» وأطلقا «الابتهالات» تيمناً بمقدمه «الميمون».
نشأ مشفوعاً بتربية صالحة فالحة مدفوعاً بتنشئة مانحة جعلته ثاوياً في أهل «الفرقان» حيث تلقى الدراسة الأولى للآيات الكريمات التي عطرت بها والدته معلمة القرآن الكريم قلبه وطبعت به وجدانه فكبر وفي قلبه «رياحين» الروحانية وفي داخله منابع السكينة وارتهن إلى «نصائح» أب وجيه كريم كان مجلسه موقعاً مفتوحاً لطلاب المعرفة وطالبي التوجيه.
تعتقت روحه صغيراً بأنفاس «البكور» في نداءات الصيادين على دروب «الرزق» فجراً وتشربت نفسه نفائس «البخور» أمام عتبات «المنازل» نهاراً وسط عناية أسرية علمته «ماهية» الاعتماد على النفس سراً وعلانية وسط بيئة صعبة خضعت لهجمات «الفقر» وموجات «الترحال».
ركض مع أقرانه مستنشقاً نسيم «البحر» متأبطاً كشكوله الصغير الذي كان يسجل فيه أمنياته كل مساء على مرأى والدته ومسمع والده مؤديأ بروفات «بريئة» أمام الأسماع والأنظار خليطة بين الطب والهندسة والإدارة.
ظل ابن جمعه طفلاً يقتنص «البراءة» في صيحات «البسطاء» في صباحات «الشرقية» المسكونة بالتعاون منصتاً لحكايات «الجيران» ومرويات «العابرين» والتي شكلت له «دروساً» أولى من التآلف غمر وجدانه بقيم «المروءة» وهمم «الشهامة» التي كبرت معه حتى تحولت إلى بناء في منظومة شخصيته المسجوعة بالأمانة والمشفوعة بالإعانة.
درس ابن جمعة الابتدائية في مدينته الخبر ثم انتقل لدراسة المرحلة المتوسطة في الأحساء وأنهى تعليمه الثانوي في الدمام وسط أجواء استذكار على «الشموع» وتحت ظلال «سقائف» خشبية في «صنادق» بدائية فرضتها مقومات العيش وضروريات التعايش.
أحب الرياضة وزاد شغفه بكرة القدم حيث انتظم كحارس مرمى في بعض الأندية حتى اختير في منتخب مدارس الشرقية ثم التحق بذات المركز في نادي القادسية الذي يحمل له الولاء والميول والذكرى.
ولأنه مسكون بالعلا ظل يلاحق بعد نظره المقترن بحصد العلوم فقد أكمل دراسته الجامعية بالجامعة الأمريكية في كل من القاهرة وبيروت، ثم أكمل برنامج التطوير الإداري في جامعة هارفارد الأمريكية.
عمل ابن جمعة في عدة وظائف متسلحاً بخزينة من «العطايا» التي ملأت بها أمه قلبه مفادها «الدافعية» ومرادها «العصامية» حيث عمل في بداياته ساعياً للبريد ومارس التعليق على الأحداث الرياضية في الإذاعة الداخلية لشركة أرامكو، وتنقل بين الأعمال وعمل قائداً لسيارة إطفاء، وأيضاً مترجماً للفواتير.
بدأ حياته العملية في شركة أرامكو عام 1968م، وتم اختياره نائباً للرئيس لشبكات الطاقة الكهربائية في عام 1981م ثم نائباً أعلى لرئيس الشركة ثم نائباً تنفيذياً للرئيس للأعمال الدولية. وفي عام 1995م، تم تعيينه رئيساً لأرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين. ومنذ توليه دفة الأمور في الشركة، قاد عمليات تطوير متعددة في مجال التكرير والمعالجة والتسويق وأعمال الغاز في الشركة والتي تحولت فيها أثناء إدارته إلى شركة عالمية عملاقة وكبرى نالت أعلى المراكز عالمياً.
تم تكريمه في عدة محافل ففي عام 2003م، اختارته مجلة «فورتشن» كأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في مجال الأعمال في العالم، كما عينه المنتدى الاقتصادي العالمي قائداً لمجتمع الطاقة في شهر يناير من عام 2005م. واختير لجائزة أفضل شخصية تنفيذية في مجال البترول في نفس العام وفي عام 2007م، تم اختياره نائباً لرئيس المجلس الاستشاري الدولي لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وفي ذات العام منحته جامعة هانكوك بكوريا الجنوبية شهادة الدكتوراه الفخرية وفي ديسمبر 2007م، عيّنه الملك عبد الله عضواً باللجنة العليا لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
وفي عام 2008 تقاعد بعد خدمة 40 سنة في أرامكو كان فيها رئيساً لها لمدة 14 عاماً واستمر يوزع «إهداءات» تجربته ببذخ في اتجاهات المسؤولية الاجتماعية والمواطنة الحقة. وله عضويات متعددة في الداخل والخارج ويرأس مجلس إدارة البنك السعودي للاستثمار ولديه مهام استشارية وإشرافية وإدارية في عدة مواقع وجهات.
أبقى عبد الله بن جمعه عبير السمعة منثوراً في كل «المحطات» التي عمل بها تاركاً «الشواهد» حاضرة و»المشاهد» ناضرة و»البصمات» ساطعة على صفحات «المآثر» واضعاً سيرته «الفريدة» أنموذجاً للاحتذاء ومثالاً للاقتداء في ثنايا «الأعمال» وعطايا «الأفعال».