د.فيصل خلف
مع مطلع تسعينيات القرن الماضي, جاء شخص إلى مدير تنفيذي لشركة كانت تُعتبر الرقم واحد في الدعاية والإعلان, استطاع هوبكنز أن يحول المنتجات المجهولة إلى منتجات تُباع بملايين الدولارات.. وتكون في منزل كل أمريكي تقريبًا وتستخدم مع عادة جديدة, وستفهمون ماذا أقول فيما بعد.
أجزم بأن هذا الرجل غيّر حياة الكثير إلى الأفضل, لكنّه لم يفضل فكرة ذلك الشخص, ومنتجه معجون الأسنان, الذي عرض عليه ورفضها هوبكنز لأنها لم تكن تستخدم فرشاة الأسنان آنذاك, ويرى في حال قبول فكرته كمن يطلق الرصاص على شركته ليُعلن خسارتها وربما إفلاسها.
أخيرًا قبل الفكرة بعد إصرار الشخص وتقديم شروط ضمانية.
خلال خمسة أعوام استطاع أن يحوِّل منتجاً مجهولاً إلى أحد أشهر المنتجات على وجه الكرة الأرضية حيث انتشر معجون الأسنان بسرعة رهيبة, وبعد مرور عشرة أعوام على أول حملة دعائية.. أصبح غسيل الأسنان بالفرشاة والمعجون من يوميات الشعب الأمريكي.
السبب يعود إلى مُحفِّز اكتشفه بعد أن اطلع على كتب في طب الأسنان ليتبيّن له أن هناك غشاءً مخاطياً طبيعياً يغطي الأسنان وعند التصاقه ببقايا الطعام يميل إلى اللون الأصفر ثم تتكون البكتيريا ثم يصبح التسوس.
من النقاط المستفادة من هذه السطور هي أن إيمانك بنجاح مشروعك سوف يدفعك إلى الإصرار على تنفيذه, وأن عليك أن تُفكر خارج الصندوق, وأن لا تصدق كل شاردة وواردة حتى تتبيّن.