إشارة حضارية وإنسانية لم تكن بالجديدة على أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وسموه يستقبل في لقائه الأسبوعي بالمجلس العام بديوان الإمارة قبل أسبوع المواطن سلطان بن محمد القحطاني، مشيداً بمبادرته الطيبة اتجاه مجتمعه، حيث قام وبجهد شخصي بكفالة اليتيمة «سميرة» والاعتناء بها في منزله بمشاركة أفراد أسرته منذ 24 عاماً تعبيراً عن محبته ومسؤوليته اتجاه المجتمع وتشجيعاً على استدامة الأدوار الإنسانية والاجتماعية، ولا شك أن تكريم سموه هو تقدير منه لمثل هذه المبادرات الخيرة التي تستحق الثناء والتكريم، وأن كل مواطن على أرض المملكة هو شريك في مسيرة حضارتها الإنسانية.
إشارة إنسانية وحضارية تمثل دروساً يومية يبذلها سموه لتقدير من حوله، ممن يحرصون على رد الجميل الذي يطوق أعناق المواطنين جميعاً اتجاه هذا الوطن الغالي، إشارات من روح توحيد هذا الوطن وروح قيم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وأبنائه وأحفاده من بعده، الذين غرسوا فينا حب الخير وحب الآخرين، وأنه «ما جزاء الإحسان إلا الإحسان».
ومن تلك الروح كان تكريم سموه، وفي المجلس العام بديوان الإمارة ذاته من قَبْل، للممارس الصحي يحيى الألمعي، لموقفه الإنساني في إنقاذ أحد المصابين بحادث سير، ونقله إلى مستشفى رجال ألمع بسيارته الخاصة، وكذلك تكريم المواطن محمد بن عوضه بن حمدان الأحمري وأبنائه، لإقامتهم زواج ابن مكفولهم عرفة بن محمد عرفة مصري الجنسية الذي تجاوز 30 عامًا من عمله لديهم، وذلك من خلال تجهيز مقر الاحتفال في ضيافتهم الخاصة بمركز بلّحمر، ودعوة المجتمع المحلي من نواب وأهالي المركز والمقيمين فيه لمشاركتهم أفراحهم.
ومن تلك الروح انبجست أهداف وغايات «المجلس العام بديوان الإمارة» التي تأسست بتوجيهات سموه وتكريم كلما دعت الحاجة أصحاب المبادرات الخيرة من أبناء وبنات عسير والمقيمين والمقيمات فيها، وقدَّمه لنا، فشاهدنا ذلك التكريم لجمعية منازل الخيرية، لمساهمتها في بناء منزل لستة أيتام ووالدتهم التي تحمل الجنسية اليمنية، ومواطناً قام بشؤونهم، وتكريم سموه للشاب عوض فلاح آل علي، الذي تبرع بجزء من الكبد لطفلة تبلغ من العمر تسعة أعوام، وتكريم سموه لمواطن إماراتي نظير عفوه عن مواطن من أهالي المنطقة وتنازله عن حقه الخاص إثر خلاف وقع بينهما، وغيرهم من النجوم الذين قاموا بمبادراتهم بالتحليق عالياً في سماوات المبادرات والعطاءات في «وطن عبدالعزيز الخير» وطن الخير والتسامح.
كانت فرحة المواطن سلطان بن محمد القحطاني وأسرته لا توصف بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، معبراً عن تقديره وعرفانه لاهتمام سموه بتشجيع المبادرات الشخصية المجتمعية التي تعزز ثقافة عمل الخير والبر والحفاظ على المبادئ واستدامتها وروح المسؤولية تجاه المجتمع.
تلك هي روح توحيد هذا الوطن التي أشرتُ فيها إلى صورة المواطن سلطان بن محمد القحطاني من خلالها عبر هذه المقالة، ونستذكرها في كل لحظة، ونتابعها في حرص كل سعودي وسعودية على أن يضيفا لركائز الصرح الشامخ بعمل خير ومبادرة فذة واتجاه استثنائي يقدم جديداً لريادة الشخصية السعودية، وتمتد لكل مَنْ «يعتبر المملكة العربية السعودية وطناً له»، كما تؤكد دائماً القيادة الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - الذي قال: «لا شك أن العمل الخيري هو من ركائز المجتمع وهو من الأسس التي يمليها علينا ديننا، وإن التراحم بين أفراد المجتمع لن يأتي إلا بخير»، وذلك بعد أن أضاء مواطن منطقة عسير سلطان القحطاني لمتابعيه على المبادرة الإنسانية والاجتماعية لليتيمة «سميرة»، الذي حرص على القيام برعايتها وتلبية كافة شؤونها نحو 24 عاماً حتى شهد زواجها ثم حفل تخرجها من جامعة الملك خالد.
التقدير والعرفان لأبي طلال لهذه الإشارة الحضارية والإنسانية المتجددة، والشكر والعرفان أيضاً لكل من حرص على ترك أثر طيب على وطن الطيب والوفاء «وطن عبدالعزيز الخير»، حماه الله وحفظ قيادته الرشيدة وأمراءه الكرام ومن سكن وطن «أخو نورة».