د. عيسى محمد العميري
لاشك بأن الموقف الموحّد في مواجهة تبعات قضية حقل الدرة الأخير للإخوة الأشقاء في المملكة والكويت مؤخراً كان له التأثير الكبير في إثبات وحدة الصف والمصير والرؤية الموحّدة والقرار الصائب في هذه القضية، بل وفي أي قضية أخرى من قبل ومن بعد. وهي تلك الرؤية المشتركة والقرار الموحد جعلتنا محط الأنظار في المجتمع الدولي وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وهي ولاشك وحدة نحسد عليها.
بل وتصل إلى القدوة بين الدول في العلاقات والتي لم تكن حديثة النشأة بل كانت على مدى عقود عمل على استدامتها حكام البلدين طوال تلك الفترات الماضية من عمر التاريخ، وتميزت بتوافق الرؤى والسياسات بينهما الأمر الذي دائماً ما يعطي أثره في نجاح تلك العلاقات والأهم أن تلك الجهود الطيبة والخيرة سوف يكون لها الأثر الكبير على المستقبل القادم من الأيام بإذن الله تعالى، وعودة لمتانة العلاقات بين المملكة والكويت نقول بأنه ما كان لأي جهد أو عمل يتم أن ينجح ويحقق النتائج الطيبة دون توفر النجاح في العلاقات بين الشعوب والدول.
كما أن امتداد الروابط بين البلدين لفترات ماضية، تلك العلاقات التي أنشأها كل الحكام في البلدين الشقيقين منذ زمن طويل، وما زالت تلك القيادات الرشيدة في البلدين تعمل على ترسيخها.
تلك العلاقات التي مرت بمحطات بارزة وحافلة بالخير والبركات، وأسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ هذه العلاقات سواء على مستوى البلدين أو من خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي، بما يحقق المصالح المشتركة بينهما.
وتلك العلاقات الوطيدة منذ زمن بعيد والتي يربطها الكثير من الروابط من العادات والتقاليد والمصير المشترك. فتلك العلاقات ليست جديدة أو وليدة اللحظة وإنما تلك العلاقات لها تاريخٌ عريقٌ منذ بدايات نشوء منطقة الخليج وعلى مستوى القادة العظام الراحلين في البلدين الذين أسسوا أرضاً صلبة لتلك العلاقات الطيبة منذ البدايات.
فكانت بذور تلك العلاقات التي أنشأها الأولون سبباً في نجاحها وتنمية تواصلها لهذا الشكل الذي نراه اليوم عليه. واستمرار القادة والزعماء الحاليين في البلدين استمرار جهودهم لإنجاح تلك العلاقات وتوطيدها وتواصلها الدائم ومن ناحية أخرى نقول بأن اللجان المشتركة بين البلدين والتي تعزز العلاقات التاريخية بين الأشقاء لها فضل كبير في تعزيز تلك العلاقات على جميع الصعد.
ومن ناحية أخرى يجدر القول بمبدأ كان له عظيم الأثر في إنجاح العلاقات الأخوية بين البلدين ألا وهو الرغبة الحقيقية الجادة بين أبناء شعب البلدين للتوجه نحو بعضهم البعض والالتقاء فيما بينهم بالعديد من العوامل المشتركة التي عززت تلك الرغبة المفضية للعلاقات المتميزة بين البلدين والارتقاء بها إلى مستوى طموحات القيادة الحكيمة في البلدين، بما يحقق المصلحة العامة المشتركة وتؤكد مسيرة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الشقيقين.
إن تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية، ما ينبئ بالمستقبل الزاهر الذي ينتظر مسيرة هذا التعاون الذي يحقق المصلحة المشتركة، والذي نتمناه لهذا النوع من العلاقات الاستدامة الدائمة بإذن الله لنكون بالنهاية شعباً واحداً.
والله الموفق.
** **
- كاتب كويتي