سلمان بن محمد العُمري
قبل أن أتناول موضوع المقال الرئيسي، لفت انتباهي جودة تصميم عدد من المدارس الأهلية الخاصة التي أنشأت مباني حديثها لمدارسها، ورأيت كيف تم تهيئة بيئة تعليمية من خلال مراعاة الظروف الجوية واستغلال المرافق وحسن توزيعها، في المقابل أجد أن نمط المباني المدرسية الحديثة لا يكاد يختلف عن نمط المباني المدرسية قبل عقود من الزمن من حيث التصميم وربما اختلف التنفيذ فقط بدخول بعض المواد الحديثة للبناء وإلى هنا انتهت اللفتة وأعود إلى أصل الموضوع.
المباني المدرسية الحكومية لا يستفاد منها خارج أوقات العمل سواء في الفترة المسائية أو في الإجازات الأسبوعية أو في الإجازات الرسمية الفصلية والصيفية، وعلى الرغم من اشتمال بعض هذه المدارس على ملاعب وصالات وربما مختبرات ومعامل فليس هناك أي استثمار مناسب لهذه المدارس.
وأتمنى إن كانت وزارة التعليم عاجزة عن الاستثمار الأمثل لهذه المباني وخدمة الأحياء والسكان المجاورين لها، أن تحقق بعض الأهداف حتى وإن كانت من باب الاستثمار بأن يتم تأجير مرافق بعض المدارس على الأكاديميات الرياضية أو على الأندية الرياضية، «الجم» وتتولى هذه الأكاديميات والأندية تشغيل المرافق الرياضية تجارياً وبرسوم مناسبة لتتحقق الغاية ويكون هذا الدخل ضمن الميزانيات التشغيلية للصيانة أو لتطوير مرافق المدرسة.
وقد أعجبني مبادرة إحدى المدارس الأهلية بتأجير ملاعبها الرياضية في المساء وخلال أيام الإجازات، وأصبحت هذه المدارس متنفساً للشباب لممارسة هواياتهم الرياضية ولعب الكرة وغيرها من المرافق إن وجدت كالمسابح والألعاب المختلفة، وكسبت هذه المدارس مدخولاً إضافياً وحققت خدمة مجتمعية وإن كانت بمقابل.
والذي أعرفه أن هناك جمعيات للأحياء في عدد من مدن المملكة وتتبع هذه الجمعيات وزارة الموارد والبشرية والتنمية الاجتماعية، وحبذا لو أن هذه الجمعيات تولت زمام المبادرة بالتعاقد مع وزارة التعليم ممثلة في إدارات التعليم والاتفاق معهم على تشغيل مرافق المدرسة خارج وقت العمل، ويكون هذا التشغيل مقابل رسوم رمزية تدفع لمن يدير هذا العمل من الجمعيات، وكذلك المدارس أو حتى فتح باب التبرعات من قبل الأهالي لتبني مبادرات تطوير المرافق الرياضية والمساهمة في تحسين بيئتها والارتقاء بها وتزويدها بالمعدات الحديثة والمناسبة، وستكون هذه المدارس حاضنة جيدة للنشء وانتشال شبابنا من الهيمنة الكبيرة للأجهزة الإلكترونية والارتقاء بصحتهم وسلامتهم البدنية والذهنية وتفريغ طاقاتهم وصقل مواهبهم في أماكن مهيأة ومناسبة بدلاً من أن تكون معطلة وغير مستفاد منها.