عطية محمد عطية عقيلان
أشهر الفضائح في القرن العشرين كانت «ووترغيت» وأدت إلى الاطاحة بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، وأجبرته على الاستقالة، وكانت بسبب التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي مبنى «ووترغيت»، و بعدها ظهر مصطلح جديد، وانتشر في مختلف دول العالم، للدلالة عن وجود فضيحة أو أزمة، عند تناول شخصية أو قضية معينة، بإضافة كلمة «غيت» لها، وتستخدمها وسائل الإعلام والصحف في كافة المجالات سواء سياسية أو اقتصادية أو رياضية أو فنية... الخ، فقد حدثت في الرياضة وأطلق عليها «بارسا غيت» بمزاعم وجود فساد وتشهير ضد شخصيات بارزة من إداريين ولاعبين في نادي برشلونة الإسباني، كما حدث مع قصة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا، وأطلق عليها «مونيكا غيت»، وقصة «بانانا غيت» حيث تم الكشف عن رشوة شركة يونايتد براندز، لرئيس الهندوراسي من أجل تخفيض رسوم تصدير الفاكهة، وفي إيطاليا كانت هناك فضيحة «روبي غيت» أطلقتها الصحافة على السهرات التي كان يقيمها رئيس الوزراء برلوسكوني، بوجود فتيات قاصرات فيها، ولم تخل حياة الأفراد المهمين، من الملاحقة لحياتهم الشخصية وعرض فضائحهم، منها «سكويدجي غيت» وهو لقب صديق مقربة من الأميرة ديانا، وتم نشر مراسلات الغرام التي كانت تدور بينهما، كذلك في التجارة عرفت فضيحة «ديزل غيت» حيث تم اتهام رئيس شركة أودي وبورش، بخصوص محركات الديزل المعدلة ووضع برمجيات معدلة، لإعطاء قراءات أقل من انبعاثات المحرك الحقيقية، ولكن تبقى الساحة السياسية هي أكبر المستخدمين لها وتفاعلا معها، فعند التنافس والاتهامات بين المرشحين في مناصب سياسية، يتم البحث عن ثغرات وفضائح من أجل إضعاف الخصم وخسارته، وهذا ما حدث في السنوات الأخيرة، حيث شهدنا في الانتخابات الأمريكية، حيث أطلق «رشا غيت» للتشكيك بفوز الرئيس ترامب بوجود شبهة التدخل الروسي، ومع بايدن استخدم مصطلح «يوكرين غيت» نسبة لما حدث في أوكرانيا من ابن المرشح حينها بايدن، وآخر هذه الفضائح في عالم السياسية، ما حدث مع رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، وأطلق عليه «بارتي غيت» حول تنظيمه حفلة في مقر رئيس الحكومة أثناء وباء كوفيد 19، رغم وجود إجراءات صارمة على التجمعات ومنع الاحتفالات.
خاتمة: كان كشف الفضائح في السابق يحتاج إلى تقصي وبحث وجهد وإثبات حتى يتم نشره، وكان الأفراد العاديون أمثالي، لا يواجهون مشكلات بتتبعهم أو التقصي عنهم، بل كانوا في مأمن من انكشاف تجاوزاتهم وفضائحهم، ولكن مع منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات والمساحات والبث المباشر فيها، أصبح من السهل بمكان أن يقوم الفرد العادي بالتشهير بنفسه وفضح ما يقوم به من تجاوزات ومخالفات، وشاهدنا الإعلان بالقبض على الكثير ممن وثقوا مخالفاتهم وفضائحهم، ومن ثم السجن وهم من قدموا الدليل على فعلهم بأنفسهم بوثيقها ونشرها، لذا من المهم عزيزي القارئ لي ولك، بالتنبه بألا نفضح أنفسنا عند التباهي بنشر كل ما نفعل بتلقائية ودون مراعاة الأنظمة والقوانين، ونتعامل مع هذه المنصات بحذر لأن الفضيحة فيها مدوية، وجلنا يكرر بأن الخبل سابقا لم يكن يعرفه قديما إلا أهله، ومع منصات التواصل، أصبح الكل يعرفه عبر فضح نفسه، ويمكن أن ندرجهم تحت فضائح خبوول «غيت» فلنحرص ألا نكون منهم أو مشجعين لانتشارهم.